القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر المواضيع

المستشرقين الفرنسيين و دورهم في نقل الثقافة العربية إلى الغرب

 



المستشرقين الفرنسيين
 و دورهم في نقل الثقافة العربية إلى الغرب
 

مقدمة:

الترجمة، و الأدب المقارن، وأدب الرحلات، مصطلحات ارتبطت فيما بينها، إذ من الصعب وضع حد فاصل بينها، وقد أدت هذه المصطلحات دورا بارزا في الكشف عن تراث الأمم السابقة وما زالت، كما يعود لها الفضل في ظهور كثير من المصطلحات الأدبية المرتبطة بها، كالتوازي والتقاطع والفرانكفونية والتأثير والتأثر والمثقافة وغيرها، التي أسهمت في تلاقح الثقافات وتلاقيها، مما فتح المجال أمام الدارسين والباحثين الذين كشفوا عن علاقات مهمة ووثيقة بين ثقافات الأمم السابقة والحالية.

وعند الحديث عن الترجمة لا بد أن نتحدث عن الاستشراق والأدب المقارن ودور المستشرقين والرحالة وغيرهم، في تلاقي الثقافات والأمم والأديان والعلوم كافة، فالترجمة حقل معرفي مشترك، يؤدي دور الوسيط بين النص الأصلي (لغة المصدر)، وبين اللغة التي ينتقل إليها النص (لغة الهدف)(1)، وهي أيضا فعل إبداعي، ونشاط لغوي، وضرورة حضارية، وموقف أيديولوجي، تؤطرها كلها طبيعة العلاقات المتبادلة بين مجتمعي النص: المترجم منه والمترجم إليه في لحظة تاريخية معينة(2).

والمترجمون على اختلافهم، تحكمهم الثقافة والتوجهات الفكرية والقدرة اللغوية، فالمترجم لا بد له من أن تتوافر فيه هذه القدرات المختلفة حتى يستطيع أن يتفهم النص وينقله بأمانة، كما لا بد له أن يتقن لغة النص الأصلي حتى يستطيع أن يتفهم أبعاده وموتيفاته الصغيرة، لكي ينقل أفكاره العميقة بدقة "ولا بد للترجمان من أن يكون بيانه في الترجمة نفسها، في وزن عمله في المعرفة نفسها، وينبغي أن يكون أعلم الناس باللغة المنقولة والمنقول إليها"(3) .

والحديث عن الترجمة حديث قديم جديد، فكل عصر يضفي على المترجم التطورات التي تصيب الأمم،فيطال مجالاتها المعرفية المختلفة، وهذا يعني أن تواكب الترجمة هذه التطورات دون أن تغفل عنها. وقد عرف العرب الترجمة على امتداد عصورهم المختلفة،ففي العهد الأموي اعتنى الأمير (خالد بن يزيد بن معاوية ت 85هـ) بالترجمة والعلوم، فهو بالإضافة لكونه خليفة كان عالم كيمياء، وحاول تحويل بعض المعادن إلى ذهب، كما وضع رسائل عدة في الكيمياء، وفي عهده ترجم كثير من كتب الطب والنجوم والكيمياء عن اليونانية(4) .

وفي العصر العباسي تبوأت الترجمة منزلة رفيعة، بحيث يمكن أن نميزها بثلاث مراحل:

الأولى: من عهد المنصور (أبو جعفر عبد الله بن محمد ت 158هـ) إلى عهد الرشيد (هارون بن محمد بن عبد الله ت 193هـ) وقد ركزت على الطب وعلم الفلك.

الثانية: خلال خلافة المأمون (عبد الله بن هارون الرشيد ت 218هـ) من بداية 198هـ حتى بداية القرن الرابع الهجري.

الثالثة: في القرنين الرابع والخامس الهجريين، وقد صنف المترجمون إلى طبقات، وانفتح العرب على الكتب اليونانية بشكل خاص، وترجمت معظم الكتب اليونانية في مختلف العلوم المعرفية(5).

وقد كان للمستشرقين دور بارز في إذكاء روح الترجمة، وإقامة العلاقات بين الشرق والغرب، من خلال الحروب الصليبية (1096 – 1184م)، والطرق التجارية عبر صقلية، والفتح الإسلامي للأندلس (92هـ - 897هـ)، وامتداد الدولة العثمانية (1280-1922 م)، ففي زمن الحروب الصليبية عرفت أكبر حركة ترجمة في التاريخ على امتداد قرنين من الزمان، نقل بوساطتها معظم التراث العربي وأمهات الكتب، مما أتاح للثقافة العربية أن تدخل من باب واسع حضارة الغرب، وتترك أثرا بارزا، مما أسهم في رفع المكانة الثقافية والعلمية والحضارية للغرب(6)، كما ركزت الإرساليات على دور التعليم بنشر الكتب وعمل المطبعات، ونشر المجلات في الناصرة ولبنان(7).

ومن ثم أصبحت الترجمة تؤدي دورا مهما في الحياة الثقافية العالمية، فهي من ضروريات العمل الأدبي، بل من ضروريات الحياة المعاصرة التي لا يمكن الاستغناء عنها بعد الانفتاح الكبير بين الشعوب، إذ أصبح العالم قرية صغيرة، أمام وسائل الاتصال المختلفة، والترجمة تعد الرابط الأساس بين أمم هذه المعمورة التي تصل كل بيت وأسرة من خلال الفضائيات المختلفة؛ التي تنقل لنا القيم والمعارف المختلفة للأمم والشعوب الأخرى، من خلال الترجمة المباشرة، أو غير المباشرة التي تقوم بها تلك الفضائيات لتسهل على المشاهدين معرفة ما يجري من حولهم في العالم. وتقوم الترجمة بوظائف عدة، منها نقل المعارف والعلوم والنظريات المختلفة، عبر القرون، فهي ليست وليدة الساعة أو اللحظة، إنها عملية قديمة عرفتها الأمم المختلفة على مر العصور؛ لما لها من أهمية ودور بارز في تلاقح الثقافات(8) .

ومع بداية عصر النهضة ازداد الاهتمام بالشرق عامة، وأسهمت مجموعة من العوامل السياسية والاقتصادية في دفع الدراسات الاستشراقية في الدول الأوروبية، كي تنمو لتشكل منظومة معرفية تسعى لخدمة الغرب في سعيه الدءوب لإخضاع الشعوب المستَعمرة، لذا فإن هذه المنظومة لا تعكس حقائق أو وقائع، بل تصور صورة الغرب وهو يتعامل مع الحضارات الأخرى من منظور المركزية الأوروبية(9) وهذا ما عكسته حملة نابليون على مصر (1798- 1801م)، فقدوم المستشرقين معه، هو محاولة لمعرفة ما يكتنزه الشرق من قيم ومفاهيم وثقافات.

ومع تطور مفهوم الاستشراق في القرن الثامن عشر، أصبح المستشرقون يتعاملون مع الشرق من زاويتين: سلبية، وهي النظرة القديمة التي كونتها العقلية الغربية البعيدة عن الشرق، من خلال بعض الرحلات التي كان يقوم بها بعض المستشرقين من أمثال إدوارد لين (ت1876م)، وريتشارد بيرتن (ت1890م)، وساسي (ت1838م)، ورينان (ت1892م(10). وإيجابية كما صورها الدارسون الذين درسوا وأقاموا بالشرق، وعايشوه،كما فعل بلاشير (ت 1973م)،وفيشر (ت 1949م)، وايمكيل وغيرهم. أو من أقام بالغرب من العرب، من أمثال رفاعة الطهطاوي (رفاعة ت1873م)، والمراش الحلبي (فرنسيس فتح الله الحلبي ت1874م)، فقد كانت باريس بالنسبة لهم مدينة العلم، والمعرفة، والفن، والتطور، فكتبوا الكثير عنها بعد أن أقاموا فيها، وكانوا ممن كتبوا عنها(11) .

وقد اتسعت مجالات الاستشراق، وأخذت تشهد انعقاد المؤتمرات الدولية، وقد احتضنت فرنسا أولها عام 1873 م. وصارت بذلك باريس عاصمة الاستشراق، وأخضع الاستشراق للإمبريالية والعرقية والماركسية وغيرها، غير أنه أصبح يملك منطلقات للبحث، وجمعيات علمية ومؤسسات خاصة، نمّت عدد كراسي الأستاذية في الدراسات الشرقية عبر عدد من دول الغرب، ممَّا أتاح مجالاً واسعًا لنشر الدراسات الأكاديمية (12). وهذا الميدان من أبرز الميادين التي يعتمد عليها المستشرقون في الوصول إلى أغراضهم، لأنه الميدان الذي يستطيعون منه توجيه الباحثين وإخضاعهم للمنهج الاستشراقي، سواء أكانوا غربيين أم كانوا شرقيين من طالبي الشهادات العليا من العرب والمسلمين... وفي هذا المجال استطاع المستشرقون بدءا من القرن التاسع عشر، في وضع الفكر العربي الإسلامي تحت المجهر لقولبته من جديد، وتكييفه وفقًا للأهداف الاستشراقية المسبقة. كما امتد نشاطهم ليشمل مجال المحاضرات في الجامعات والجمعيات العلمية سواء في داخل أوروبا أم في داخل الوطن العربي والإسلامي نفسه، وعمدوا إلى تأليف الكتب، وإصدار الموسوعات العلمية كما اعتمدوا على إصدار المجلات العلمية اعتمادا كبيرا، ومن أبرز المجلات التي أصدروها، "المجلة الآسيوية"، ومجلة "الدراسات الشرقية"، ومجلة "شؤون الشرق الأوسط"، ومجلة "العالم الإسلامي"(13) .

وأمَّا الموضوعات التي تناولتها هذه الدراسات، فقد بدأت بدراسة اللغة العربية والإسلام، ثم توسعت إلى دراسة جميع ديانات الشرق وعاداته وجغرافيته وتقاليده وأشهر لغاته، ولكن أهم ما اعتنوا به هو الدراسات الخاصة بالإسلام، والآداب العربية والحضارة العربية والإسلامية. وبذلك نشأ من عقيدتهم اتجاه فكري يُعنَى بدراسة الحياة الحضارية للأمم الشرقية عامة، ودراسة حضارة الإسلام والعرب خاصة (14). وقد بنى كثير من الدارسين العرب فكرتهم على هذا الاتجاه لصياغة تعريف واضح للاستشراق، فعمر فروخ يذهبُ إلى أنَّ الاستشراق هو اهتمام علماء الغرب بعلوم المسلمين وتاريخهم ولغاتهم وآدابهم وعاداتهم ومعتقداتهم وأساطيرهم(15)، كما حاول كل من: إدوارد سعيد(16)، ومالك بن نبي(17)؛ وأحمد سمايلوﭬتش(18)؛ ومحمد حسين الصغير(19)؛ ومحمد عبد النبي حسن(20)، وضع تعريف يقترب من التعريف الذي وضعه القاموس الفرنسي الذي حدد مفهومه بأنه مجموعة المعارف التي تتعلق بالشعوب الشرقية ولغاتهم وتاريخهم وحضارتهم، وفي المجاز يعني عندهم تذوّق أشياء الشرق(21) .

ولأن المدرسة الفرنسية هي رائدة المدارس الاستشراقية في أوروبا، فإننا في هذه الدراسة سنتعرف إلى ما قام به المستشرقون الفرنسيون من نقل للثقافة العربية إلى الغرب من خلال ثلاثة محاور: الأول ترجمة أمهات الكتب العربية القديمة إلى اللغات الغربية، والثاني: الوقوف على أهم ما أنجزه المستشرقون من دراسات عن الأدب العربي، والثالث: التعرف إلى ترجمتهم القصص والروايات العربية الحديثة.

أولا: ترجمة المصادر والكتب العربية.

العلاقة بين فرنسا والشرق بدأت منذ عهد قديم، منذ أن بدا العرب بغزو مقاطعات منها (22)، وازداد وتوسع في زمن الحروب الصليبية، وإنشاء طرق التجارة، والرحلات، واحتلال شمال إفريقيا، وحملة نابليون على مصر، وفتح قناة السويس (1869م)، والانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان (1920 – 1949)، وإقامة معاهد وأقسام للدراسات الإسلامية والعربية في جامعاتها (23). وقد ساهمت مدرسة الاستشراق الفرنسية منذ إنشاء مدرسة اللغات الشرقية الحية سنة 1795م والتي رأسها المستشرق المشهور سلفستر دي ساسي، في نقل الكثير من الثقافة العربية إلى أوروبا.

وكانت روابط هذه الصلات والعلاقة، هم المستشرقين الذين سعوا منذ القرون الوسطى إلى نقل الثقافة العربية والإسلامية إلى أوروبا، وفي هذا المحور سنتعرف إلى أبرز المستشرقين الذين أسهموا في ترجمة كثير من المصادر والمراجع العربية إلى الغرب.

1.      بطرس المحترم (1092 – 1156م)PETRUS VENERABILIS من أهم أعماله: ترجمة القرآن إلى اللاتينية في العام 1141، وهي أول ترجمة إلى اللاتينية للقرآن كله من اللغة العربية، واستمرت معتمدة في أوروبا حتى نهاية القرن السابع عشر(24) .

2.      ليون برشيه: Leon Bercher (1889- 1955)ترجم الرسالة لأبي زيد القيرواني (عبد الله ت 386هـ)؛ وطوق الحمامة لابن حزم (أبو محمد علي بن أحمد ت456هـ)، إلى اللغة الفرنسية(25).

3.      فاتيه: Fattier (1613-1667م). طبيب دوق، تعلم العربية وبرع فيها، ونقل كثيرا منها إلى اللغة الفرنسية، ومن أهم الكتب التي ترجمها للفرنسية: تاريخ ابن مكين (ت 1292م)، وقد ذيله بتاريخ العرب بإسبانيا؛ وكتابا علم المنطق و الأمراض العقلية لابن سينا (أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي ت 650هـ)؛ والرثاء للطغرائي (الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد ت 515 هـ)(26).

4.        جالان: Antione Gallan (1646-1715)، مستشرق فرنسي مشهور، أول من ترجم ألف ليلة وليلة إلى الفرنسية، وقد تصرف فيها تصرفا شديدا؛ لكن بلغة جميلة، وتكييف للنص الأصلي، بحيث يتلاءم مع الذوق الأوروبي.ثم ترجمها إلى الإنجليزية والألمانية، والدنمركية؛ كما ترجم أمثال لقمان بن ياعور(27) .

5.      جان جانييه: jean Gagnier (1670 – 1740م)، ترجم إلى اللاتينية كتاب تقويم البلدان، لأبي الفداء (ت732هـ)(28) .

6.      لانجلس: Langlès (17763 – 1824م) أستاذ اللغات الشرقية في مدرسة اللغات الشرقية بباريس (تأسست عام 1802م)، ترجم عام 1787، تاريخ تيمور لنك (ت 807هـ)، وقسم من ألف ليلة وليلة سنة 1813؛ ونشق الأزهار في عجائب الأمصار لابن إياس(محمد بن أحمد ت 930 هـ) سنة 1807(29).

7.      جان جاك دي برسفال: Caussin de Perceval (1759 – 1835م) من أهم الكتب التي ترجمها، تاريخ صقلية للنويري (شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب بن محمد ت 733هـ) سنة 1802م؛ والزيج الكبير الحاكمي لابن يونس (أبو الحسن علي بن أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري ت 399هـ) عام 1806م؛ وحواشي وأسانيد عن علماء الهيئة عند العرب وأدواتهم وطرقهم، والصور السماوية للصوفي؛ وجزء من ألف ليلة وليلة 1806م؛ وأمثال لقمان 1818؛ ومقامات الحريري (أبو محمد، القاسم بن علي ت516هـ) سنة 1819م؛ وشرح معلقة امرئ القيس (ت 544م) للزوزني (أبو عبد الله حسين بن أحمد بن حسين (ت 486هـ) في العام 1819؛ وسورة الفاتحة 1820م(30).

8.      البارون دي ساسي: De Sacy (1758 – 1838) أستاذ اللغة العربية في مدرسة اللغات الشرقية. ترجم كثيرا من أعمال المقريزي (أحمد بن علي، ت 845هـ) منها: نبذة عن العقود في أمور النقود (1796م)، و تلخيص كتاب الخطط سنة 1797، وجزءٌ من كشف الممالك والأوزان والمكاييل الرسمية في الإسلام. كما ترجم الحمام الزاجل لميخائيل الصباغ (ت1816م) في العام 1805م؛ ومقامات بديع الزمان الهمذاني ت 398هـ)؛ والبردة للبوصيري (ت 696هـ)، و أصل الأدب الجاهلي عند العرب؛ وكليلة ودمنة في ستة عشر بابا ومقدمة في أصل الكتاب ومترجميه؛ و معلقة لبيد (ت 661 م) في العام 1816م؛ ومقامات الحريري سنة 1812م، مذيلة بشرح بالعربية؛ وفي التاريخ ترجم وحقق الإفادة والاعتبار بما في مصر من الآثار لموفق الدين عبد اللطيف البغدادي (ت 629هـ) سنة 1810م. وفي الشعر ترجم كثيرا من القصائد العربية مثل قصيدة لبيد، وقصيدة الأعشى (ميمون بن قيس ت 628م) التي مطلعها: ودع هريرة، ومختارات من شعر ابن الفارض؛ وفي النحو ترجم وشرح ألفية ابن مالك (ت672هـ) في العام 1833م. وألف كتابا في النحو العربي في مجلدين ليدرس في مدرسة اللغات الشرقية سنة 1819م(31).

9.      كاترمير: Quatremere (1782 – 1852) عضو المجمع اللغوي الفرنسي، ترجم مصنفات الميداني (أبو الفضل أحمد بن محمد النيسابوري ت 518هـ) في العام 1828م؛ و السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي في أربعة أجزاء (1845م)؛ وتقويم البلدان لأبي الفداء في العام 1840م؛ ومقدمة ابن خلدون (عبد الرحمن بن محمد ت 808هـ). كما صنف كتابا بعنوان اللغة العربية وآدابها وجغرافيتها(32).

10. مارسيل: Marcel (1776-1854م) أول من ترجم خطاب نابليون، كما طبع أبجدية باللغات الشرقية منها العربية؛ ومن أهم ما قام بترجمته: الطبيعيات عند العرب للبيروني (محمد بن أحمد أبو الريحان ت 440هـ)؛ وكتاب الفلاحة لابن العوام (أبو زكريا يحيى محمد بن محمد توفي في القرن السادس الهجري)؛ وكتاب الفراسة للقزويني (أبو عبد الله بن زكريا بن محمد بن محمود ت 682هـ)؛ كما نشر أبحاثا في المجلة ألأسيوية (أسست عام 1922م) عن فلسطين وطبيعتها، والبحر الميت، وطبريا، وقناة السويس(33).

11. فرينل: Fresnel (1795-1855م) تخرج في مدرسة اللغات الشرقية، وساعده على فهم العربية وجوده بجدة، ومات وهو ينقب عن آثار بابل، عني بعرب الجاهلية ولهجاتهم، وكتب عنهم مقالات في المجلة الآسيوية، ومن أشهر ما قام به ترجمة لامية العرب، وتاريخ الجاهلية؛ والكتابات الحميرية في العراق؛ وساهم بفك النقوش السبئية(34).

12. جوزيف توسن رينو: Reinaud (1795-1867) أستاذ اللغة العربية بمدرسة اللغات الشرقية، ثم أصبح رئيسا لها. ومن أهم أعماله: ترجم ديوان امرئ القيس ونشره في العام (1837م) مع آخرين؛ والأمثال في مقامات الحريري(35) .

13. جوانجيره دي لاجرانج: Grangeret De La Garnge (1790 – 1858م) قام بترجمة منتخبات من شعر ابن الفارض (أبو حفص عمر بن أبي الحسين، ت632 هـ) في العام 1822م؛ وتاريخ العرب في الأندلس سنة 1824م؛ ومقامات الهمذاني في العام 1828م (36).

14. برينيه: Bresnier (1814-1869) تلميذ دي ساسي، برع في اللغة العربية، ترجم الأجرومية لمحمد بن داود الصنهاجي (ت 723هـ)، مع شرح لكلماتها باللغة العربية عام 1846 (37) .

15. لويس سيدو: Louis Sedillot (1808-1875) ومن أهم أعماله: ترجمة كتاب رسالة في الفلك لأبي الحسن الصوفي (ت 376هـ) في العام 1835 (38) .

16. ﭘرون: Perron (1805-1876م) من أهم أعماله المترجمة: أشعار طرفة بن العبد (ت60 ق. هـ) والمتلمس (ت 43 ق. هـ) في العام 1841م؛ وقصة يوسف (1847م) وقصة المعراج 1854م؛ والمختصر في الفقه لخليل بن اسحق (ضياء الدين أبو المودة ت776.هـ) في العام 1854م؛ وكتاب الطب النبوي لجلال الدين أبي سليمان داود (ت 731 هـ) في العام 1860م؛ وكتاب ميزان الشرع الإسلامي للشعراني (المجلة الإفريقية عدد 1870م)؛ وكتاب كامل الصناعتين في تربية الخيل لأبي بكر البيطار في العام 1861م(39) .

17. دي تاسي: De Tassy (1794 – 1878م) نشر كشف الأسرار عن حكم الطيور والأزهار (عبد السلام بن أحمد ابن غانم المقدسي ت678هـ) متنا وترجمة في العام 1821م؛ وترجم له أيضا الأمثال الأدبية، وهي بعنوان الصوادح والأزهار في العام 1821؛ وجمع من آداب العرب منتخبات ترجمها إلى الفرنسية ونشرها تحت عنوان مجموع الكنوز الشرقية(40) .

18. شربونو: Cherbonneau (1813-1882م) ترجم ونشر بالمجلة الآسيوية (أنشئت عام 1822م) عن شعراء العرب وأدبائهم عام 1845م؛ وترجم المقامة الثلاثية للحريري ومختارات للعمري 1846م؛ وألف ليلة وليلة 1852م(41) .

19. تشارلز دفرمري: Charles Dèfremè (1822-1883م) ترجم والدكتور سنجنتي رحلة ابن بطوطة في أسيا الصغرى والوسطى في أربعة مجلدات في العام في العام 1858م(42).

20. سنجنتي: Sanguinetti (1811-1883م) ترجم: فصولا من عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة (ت 650هـ) في العام (1854م)؛ كما ترجم الوفيات للصفدي (علي بن عيسـى ت 764هـ) في العام (1854م)؛ بعض فصول كتاب في الطب والعلاج العربيين لشهاب الدين القليوبي (ت 745هـ) 1866م) وذيله بمعجم للمصطلحات الطبية(43).

21. جويار: Guyard (1824-1884) ترجم: فتوى ابن تيمية (أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله،ت728هـ) في العام 1872؛ و رسالة في القضاء والقدر للسمرقندي (ت 255هـ) في العام 1873؛ وجغرافية الإدريسي سنة 1877، ونشر ديوان بهاء الدين زهير المصري في العام 1883(44) .

22. بوشه: Boucher (1843-1886م) نشر ديوان عروة بن الورد (ت 30ق. هـ) في العام 1867م، وثلاثة آلاف بيت من شعر الفرزدق (همام بن غالب ت 114 هـ) في العام 1875م(45).

23. بنتو: Pinto (توفي بعد 1905م) ترجم كتاب ملحة الإعراب للحريري (1889م)، وألفية ابن مالك في العام 1904م(46) .

24. الدكتور ليكلر: Leclerc (1846-1893م) ترجم العديد من كتب الطب، من أهمها كتاب التصريف للزهاوي في العام 1861م؛ وكتاب تاريخ الطب العربي في العام 1878م، والجدري والحصبة للرازي (أبو بكر محمد بن زكريا ت311هـ) في العام 1866م(47).

25. ديجا: Dugat (1824-1894) تخرج من مدرسة اللغات الشرقية (أسست 1795م)، ثم عين أستاذا فيها. ترجم مع زملائه الجزأين الأول والثاني من كتاب نفح الطيب للمقري (أبو العباس أحمد بن محمد ت 1041هـ) في العام 1861م؛ كما ترجم ونشر تنبيه الغافل وذكرى العاقل للأمير عبد القادر الجزائري (ت 1883 م) في العام 1850م(48).

26. سوفير: Sauvaire (1849-1896م)، قام بترجمة أجزاء من كتب: صبح الأعشى للقلقشندى (أبو العباس شهاب الدين أحمد بن علي بن أحمد ت 821هـ)، وعيون التواريخ لمحمد بن شاكر الكتبي ت764هـ)، والأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل للعليمي(49).

27. سالمون:Salmon (ت 1907م) ترجم الكثير من الكتب والأعمال، و منها: مقدمة تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (أحمد بن علي بن ثابت ت 462هـ) في العام 1904م؛ أجزاء من رسائل المعري (ت449هـ) وأشعاره في العام 1904م(50).

28. دي مينارDe Meynard (1827-1908م) ترجم مروج الذهب للمسعودي (على بن الحسين ابن علي ت 346هـ)في العام 1872م؛ والفهرست لابن النديم (محمد بن إسحاق بن يعقوب ت 385هـ) في العام 1865م؛ وللزمخشري (538هـ) أطواق الذهب في العام 1867م، ونوابغ الكلم في العام1871م؛ وجزءا من كتاب الروضتين لابن شامة (665 هـ)في العام 1888م؛ وديوان صريع الغواني (مسلم بن الوليد الأنصاري ت 208هـ) (51).

29. هرتويج دير نبورج: Derenbourg (1844-1908م) ترجم الكثير من الأعمال، ومنها: ديوان النابغة الذبياني (زياد بن معاوية بن ضباب ت 18 ق.هـ) مع شرح الشنتمري (ت476هـ) في العام 1868م؛ والتكملة (تكملة كتاب ما تغلط به العامة) للجواليقي (539 هـ) في العام 1875م،نشر وترجم وشرح كتاب سيبويه (ت 180هـ) مع الحواشي والمقدمة في ألف صفحة ما بين 1881-1889م؛ وكتاب الاعتبار لأسامة بن منقذ (584هـ) في العام 1892م، ومنها ترجمه جورج شومان إلى الألمانية (ت1913م)؛ والفخري في الآداب السلطانية في العام 1895م (52).

30. هوداس: Houdas (1840-1916م) من أهم أعماله: ترجمة الأجزاء الأربعة الأخيرة من القرآن الكريم؛ ومختارات من ألف ليلة وليلة في العام 1864م؛ وأرجوزة في الفقه المالكي تقع في ألف وستمائة وثمانية وتسعين بيتا تتحدث عن العقود لابن عاصم الأندلسي (ت287هـ) في العام 1893م؛ وفي التاريخ ترجم نزهة الهادي بأخبار القرن الحادي للمراكشي (ت 1155هـ) في العام 1889م؛ وتاريخ افتتاح الأندلس لابن القوطية (محمد بن عمر بن ت 367هـ)؛ وتاريخ السودان لعبد الرحمن التومبكي في العام 1901م؛ وساهم مع وليم مارسه بترجمة جزء من صحيح البخاري (ت256هـ) في العام 1902م(53)

31. رينه باسه: René Basset(1855-1924م) تخرج في مدرسة اللغات الشرقية، ومن أهم الأعمال التي ترجمها: قصيدة نهج البردة للبوصيري (1894م)؛ وقصيدة بانت سعاد لكعب بن زهير في العام1915م، وديوان أوس بن حجر؛ وديوان عروة بن الورد(54).

32. هيار: Huart (1854-1927م) تخرج في مدرسة اللغات الشرقية، ومن أهم ما قام بترجمته، ترجمة كتاب البدء بالتاريخ لأبي زيد البلخي (322هـ)، وهو ستة أجزاء ترجمها في العام 1919م؛ و تاريخ بغداد في العصر الحديث في العام1901م، وتاريخ الآداب العربية وضعه بالفرنسية وترجمته للإنجليزية اللايدي لويد في العام 1903م، وتاريخ العرب، ترجم إلى الألمانية عام في العام 1913م والكثير من الكتب التاريخية الأخرى (55).

33. أدموند فابيان: Edmond Fagnan (1846-1931م) تخرج في مدرسة اللغات الشرقية، فترجم الكثير من الأعمال منها: رسالة ابن زيدون القيرواني في الفقه المالكي في العام 1912م؛ والأحكام السلطانية للمارودي (ت 525هـ) في العام 1915م؛وتاريخ المغرب لابن عذارى المراكشي في العام 1904م؛ وتلخيص أخبار المغرب لعبد الواحد المراكشي في العام 1893م؛ وتاريخ الموحدين وبني حفص للزركشي في العام 1895م؛ وكتاب الخراج لأبي يوسف يعقوب صاحب أبي حنيفة في العام 1921م(56).

34. فران: Ferrand (1864-1935م) درس بمدرسة اللغات الشرقية، ومن أهم أعماله: ترجم مؤلفات ابن ماجد الملقب بأسد البحر (شهاب الدين أحمد ت1517م) في العام 1913م؛ منها الفوائد من معرفة علم البحر؛ كما ترجم تحفة الألباب لأبي حامد الأندلسي الغرناطي؛ إضافة إلى دراسات عن شمال إفريقيا في الجغرافيا نشرها بالمجلة الآسيوية مابين (1911 – 1935م)(57) .

35. بلوشه: Blochet (1870-1937م) أمين المخطوطات الشرقية في المكتبة الوطنية بباريس، ترجم كثيرا من الأعمال، ومنها: تاريخ حلب لابن العديم (ت 660هـ) في العام 1900م؛ وتاريخ مصر للمقريزي في العام 1908م(58).

36. البارون كارادي فو: Carra de Vaux Bon(1867-1941م) درس العربية بالمعهد الكاثوليكي بباريس،وقد ترجم كثيرا من الأعمال، ومنها: كتاب مختصر العجائب للمسعودي بين عامي (1897، 1898م)؛ والحكمة لابن سينا؛ وبعض القصائد العربية، مثل قصيدة ابن سينا، التي مطلعها: هبطت إليك من السماء الأرفع ؛ وتائية ابن الفارض وهي سبعمائة وستة وأربعون بيتا في العام 1907م(59).

37. الفرد بل: Bel (1873-1945م) أقام في شمال إفريقيا وهناك تعلم العربية، وصنف كثيرا من الكتب وترجم كثيرا، ومنها: بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد لأبي زكريا يحيى ابن خلدون في العام 1904م؛ ومقدمة ابن الأبّار في العام 1918م(60) .

38. سوﭭاجه: Sauvaget (ت1950م) ترجم لكثير من الكتّاب العرب القدماء وجزءا من كتبهم، ومنهم: الجاحظ، وابن قتيبة، والبلاذري، وابن خلدون، والطبري، والصولي، والمسعودي، وقدامه بن جعفر، وأبو الفرج الأصفهاني، وأسامة بن منقذ، والقلقشندى، والمقريزي، وغيرهم(61) .

39. ليون جوتييه: leon Gauther(ت بعد عام 1950م) نال درجة دكتوراه في الفلسفة الإسلامية من كلية الآداب بجامعة باريس عام 1909م، وعين أستاذا للفلسفة الإسلامية بجامعة الجزائر، وبذلك يكون قد اطلع على معظم الأعمال الفلسفية العربية، وترجم كثيرا منها، فترجم قصة (حي بن يقظان) لابن طفيل؛ وترجم لابن رشد: فصل المقال فيما بين الكلمة والشريعة من الاتصال، والكشف في مناهج الأدلة، والتهافت؛ وترجم للغزالي الدرة الفاخرة في العام 1925م (62).

40. ليون برشيه: Leon Bercher (1889-1955م)، ترجم الرسالة لابن زيد القيرواني في العام 1945؛ وطوق الحمامة لابن حزم في العام 1947م؛ والمقامة الخامسة والثلاثين للحريري في العام 1922م؛ وجزءا من كتاب إحياء علوم الدين للغزالي في العام 1953م؛ وجزءا من كتابه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في العام 1955م (63).

41. وليم مارسه: Marçais (1874-1056م) ترجم ونشر كتاب التقريب والتيسير للنووي؛ وجامع الأحاديث للبخاري في العام 1902م (64).

42. جان كانتينو:Cantineau (1899-1956م)، من أشهر دارسي اللغة العربية ولهجاتها، وله كثيرا من الدراسات والترجمات، ومن أهمها: لهجة حوران العربية 1933م؛ ولهجة عرب تدمر 1934م؛ واللهجات العربية في سوريا وفلسطين 1937م وغيرها(65) .

43. ديمومبين: Demombynes (1862-1957) ومن أهم ما ترجمه: تاريخ بني الأحمر (636هـ إلى سنة 897هـ). كما ورد في تاريخ ابن خلدون؛ ورحلة ابن جبير (ت 614هـ)؛ ومقدمة كتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة (ت276هـ)، ومسالك الأبصار للعمري (ت 749هـ) في العام 1927م؛ وكتاب مائة ألف ليلة وليلة في العام 1911م (66).

44. لويس ماسنيون: Louis Massignon (1883-1962م) مستشرق فرنسي كبير له أعمال كثيرة تتجاوز ستمائة وخمسين عملا بين مؤلف ومحقق ومترجم ومقال ومحاضرة وسيرة، منها كثيرا عن الثقافة العربية، ومن الآثار التي ترجمها: ديوان الحلاج (ت 309هـ) في العام 1931م؛ ورسائل الصفا؛ والأمثال البغدادية للطالقاني (إسماعيل بن عبّاد ت 385هـ)؛ وأربعة نصوص متعلقة بالحلاج. كما ألف كثيرا عن الثقافة العربية خاصة عن التصوف في الإسلام(67) .

45. بيريس: Pérès(توفي بعد 1970م)، نشر الكثير من الكتب العربية خاصة في مجالات البلاغة والأندلسيات، من بينها ديوان كثير عزة (كثير بن عبد الرحمن ت 105هـ)؛ وحقق البديع في وصف الربيع لأبي الوليد الأشبيلي في العام 1940؛ وترجم مصنفات ابن خلدون؛ عدا ألفه وصنفه من كتب قيمة في الأدب العربي والحضارة العربية(68).

46. جاستون فييت: Gaston Weit (1887-1971م) من أهم أعماله، ترجم كتاب المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والآثار للمقريزي في العام 1927م؛ وتاريخ ابن إياس الحنفي المصري، وصورة الأرض لابن حوقل، وقد ترجم مع (جان لوسوف) كتاب الأيام لطه حسن (ت1973م) في العام 1947م، ونشرته دار غليماز (69).

47. جواشون: Goishon (توفيت بعد عام 1971م)، حصلت على دكتوراه الدولة في الدراسات العربية من جامعة باريس 1933م، ومن أهم أعمالها ترجمة كتب ابن سينا وتصنفيها، مثل المدخل،وكتاب الإشارات والتشبيهات، ومن أهم ما كتبته فلسفة ابن سينا وأثرها في الغرب(70) .

48. بلاشير: Blachère (1900-1973م) حاز على الدكتوراه في الأدب العربي عام 1936م،وعين أستاذا في جامعة السوربون منذ العام 1938م، وله الكثير من الأعمال الأدبية حول الثقافة العربية، كما ترجم العديد من الكتب، ومنها كتاب الأمم لصاعد الأندلسي؛وابن القارح ورسالة الغفران للمعري؛ والقرآن الكريم 1952م؛ وكثير من النصوص العربية (71) .

49. هنري كومان: Henry Corbin (1903-1978) ترجم: الينابيع لأبي يعقوب السجستاني (ت971 م)؛ ورسالة المبدأ والمعاد للحسين بن علي؛ و المشاعر لصدر الدين محمد الشيرازي في العام 1964(72).

50. شارل بيلا: Ch.Bellat (توفي بعد 1990م) من أساتذة مدرسة اللغات الشرقية، وبعدها عمل أستاذا للغة والحضارة العربيتين في جامعة باريس، ثم أصبح أستاذا للعربية في السوربون. ترجم وألف كثيرا من الكتب، ومن أهم الكتب التي ترجمها، كتاب رسالة الفلك لابن قتيبة؛ وكتب للجاحظ منها: التباصير بالتجارة، والتربيع والتدوير، و الأمصار وعجائب البلدان، كما نشر وحقق كثيرا من الكتب باللغة العربية، منها مروج الذهب للمسعودي؛ والأمصار وعجائب البلدان للجاحظ؛ والمعجم المفهرس لألفاظ الحديث الشريف (73).

51. أندريه مايكل، من أهم مستشرقي القرن الماضي، ولد عام 1928م، وقد ترجم كثيرا من الكتب العربية، ومنها قصة ليلى والمجنون؛ وديوان المعبد الغريق لبدر شاكر السياب (ت 1964م)، وسبع حكايات من ألف ليلة وليلة(74) .


ثانيا: دراسات في الأدب العربي

يمكن القول إن المستشرقين الفرنسيين عامة يتقنون اللغة العربية، فأهلهم هذا لأن يكتبوا ويؤلفوا دراسات عن لغات العرب وآدابهم، منهم شار بيلا، و يوهان فيك، و بلاشير، و دي ساسيه، ومورسيال، وغيرهم.

ويعود اهتمام الفرنسيين بالأدب العربي إلى القرون الوسطى، زمن الحروب الصليبية حين بدأت حركة الترجمة على يد جيرار الكرموني (ت1187م) الذي ترجم كثيرا من أمهات الكتب العربية إلى اللغات الأوروبية. ويمكن القول إن الكتب التي ظهرت في فرنسا تتحدث عن الشرق قبل القرن التاسع عشر قليلة إذا ما قيست بغيرها من الدول الأوروبية كإسبانيا مثلا، ففي القرن السابع عشر صدر سبعة وعشرون كتابا، وفي بداية القرن الثامن عشر أربعة وثمانون كتابا، وبعد ذلك زاد اهتمام الفرنسيين بالشرق بعد ترجمة (جالان) عن ألف ليلة وليلة، بحيث زادت الكتب عن ستمائة كتاب(75).

وقد عني الفرنسيون بالأدب العربي منذ مطلع القرن الثامن عشر، فبدأوا بجمع المخطوطات، وتأليف الكتب الأدبية وتصنيفها، ومع الاتصال المباشر من خلال حملة نابليون على مصر، واحتلال فرنسا للجزائر 1832م، ولتونس 1881م، زادت روافد المخطوطات والدراسات، وعمل معظم المستشرقين في الجامعات العربية خصوصا بالجزائر وتونس والمغرب، وفتحوا مراكز ومعاهد فرنسية، تمكنوا من خلالها من الاطلاع عن كثب على آداب العرب ولغاتهم؛ فألفوا كتبا كثيرة حول الشعر واللغة والنثر والبلاغة، وغير ذلك؛ ففي مجال الشعر، أقاموا دراسات حول دواوين امرئ القيس (ت 80 ق.هـ) وعنترة (ت 22 ق.هـ) والمتنبي (354 هـ) وأبي العلاء، والحلاج (ت 309 هـ) وابن الفارض (76) كما كتب المستشرق (لاجرانج ت 1859م) بحوثا ومقالات يدافع بها عن محاسن الشعر العربي ودواوين الشعراء (77). ونشر (بونو ت 1882م) بحثا عن شعراء العرب وأدبائهم، وقصة عنترة العبسي، نشره بالمجلة الأسيوية، عدد 1846م؛ كما شرح (باسه) قصيدة نهج البردة للبوصيري (ت 694 هـ)، وديوان أوس بن حجر، وديوان عروة بن الورد (ت 596م)(78).

وقد تنوعت دراسات المستشرقين حول الشعر، فدرس البارون دي ساسي معلقة لبيد،وجمع أفضل ما للعرب من أشعار (79) وجمع منتخبات شعر ابن الفارض؛ وألف (كور ت 1945م) كتابا عن شاعرية ابن زيدون (80). ودرس وكتب (بيرشه) بحثا حول المعري (81)؛ أما (بروفنسال) فقد تنوعت دراسته، فألف في معظم مجالات الأدب العربي، وحظي الشعر الأندلسي باهتمامه، فكتب حول شعراء مالقه في القرن العاشر (82). وهناك دراسات حول لامية العجم للطغرائي (مؤيد الدين أبو إسماعيل الحسين بن على بن محمد الأصبهانى ت513هـ)، ولامية ابن الوردي (القاضي زين الدين، أبو حفص، عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس ت 749هـ) وشرح قصيدة كعب بن زهير (ت 26هـ)،قام بها شارل رو (ت في القرن التاسع عشر)، وعن أبي فراس الحمداني وشعره، والمتنبي فقد قام بدراسة شعرهما (كانار).في حين نشر (بيريس) ديوان كثير عزة، ونشر كتبا حول الشعر الفصيح في اسبانيا، وكتابا عن الشعر في فاس في عهد المرابطين والموحدين.

أما بلاشير فقد كتب عن المتنبي: المتنبي الشاعر العربي الإسلامي، وعلق على ديوانه (83) كما كتب عن معظم شعرا ء عصر النهضة الذين عاصرهم أمثال إبراهيم اليازجي (ت 1906م)، وأحمد شوقي (ت 1932م)، وحافظ إبراهيم (ت 1932م)، وله دراسة "مجمل شاعرية العرب،" كما قام هُوارْتْ (1270 1345 هـ = 1854 1927 م) بشرح ديوان سلامة بن جندل(84) .

أما في المجالات المختلفة، فقد ألف المستشرقون كثيرا من الكتب التي تحدثت عن الأدب العربي،واللغة العربية، منها دراسة (البارون دي ساسي) حول كليلة ودمنة ومترجميها، كما شرح مقامات الحريري، ودراسة حول ألفية بن مالك(85)؛ أما (ديسامبر) فقد عني بالشعر في الجزائر، وخاصة بمدينة بليدا (86).ووضع (مارسه) كتابا حول أصول النثر العربي الفني في العام 1927م؛ وفي العام 1942م وضع معجما كبيرا جمع فيه اللهجات المغربية ونصوصها وأصواتها (87). ومن الذين اهتموا بالأدب العربي في المغرب (بروفنسال) الذي نشر كتاب الآداب والآثار المراكشية، نشره معهد الدراسات المغربية العليا (أسس 1931م) في العام 1920م، وكتاب آخر الأعمال الأدبية في المغرب عام1921م، وله معجم تطبيقي لعربية القرن العشرين باللغتين العربية والفرنسية نشر بالرباط 1942م.

أما جان كانتنو فقد ترك كثيرا من الدراسات عن اللهجات واللغات في البلاد العربية، وخصوصا بلاد الشام، ومن أهمها، كتابه المشهور "دروس في علم أصوات العربية" ترجمه إلى العربية القرمادي عام 1966م، وكتاب "لغة حوران" وقد ذيله بخرائط تبين جغرافية المناطق في العام 1946م(88)، وعن الأدب المصري كتب (ليفيفر ت 1957م) كتابا حول الآداب الشعبية عند المصريين القدماء، وكتابا عن قواعد العربية الفصحى في مصر 1940م، وله الأصل المصري لإحدى روايات ألف ليلة وليلة 1942م، وعن كتب تدريس العربية وضع (ديمومبين) كتبا حول تعليم العربية في فرنسا 1922م، وقواعد كتب النحو العربية 1937م، وهو أفضل كتب النحو في أوروبا.

و لماسينيون حظ وافر في نشر الثقافة العربية في أوروبا، فقد وضع كثيرا من الكتب والدراسات حول الثقافة العربية وخصوصا الأدبية منها، كما اختص بالصوفية عند الحلاج، فكتب عن آلام الحلاج كتاب شهيد التصوف الإسلامي، وهو في أصله رسالة الدكتوراه التي تقدم بها في السوربون بباريس عام 1922م، وتقع في ألف صفحة، كما كتب بحثا عن إخوان الصفا، نشره في مجلة الإسلام التي تصدر من برلين 1913م، كما كتب عن القرامطة 1936م، وعن البيروني رائد العلم العربي 1951م، وتاريخ العلم عند العرب 1957م، وعن الزهد، وعن الكندي، وكتب بحثا عن الزمن والتفكير الإسلامي، ترجمه إلى العربية الأستاذ بركات نشر بمجلة الأديب التي تصدر بيروت 1953م.

ول (فييت) نصيب وافر في نشر الثقافة العربية، فقد اشرف على ترجمة أكثر من خمسة وثلاثين كتابا وتحقيقها ونشرها، كما ألف أكثر من مائتين ما بين مقال وبحث وكتاب، ويغلب عليها كلها طابع مصر الإسلامي قديمها وحديثها، ومن بين ما نشر وكتب: الكتابات العربية في سوريا والعراق ومصر وفلسطين ولبنان ومصر، و مسرد تاريخي للكتابة العربية في مجلدين نشر بالقاهرة عام 1929م، كما ألف كتابا بعنوان «مصر العربية من الفتح العربي إلى الفتح العثماني «نشره بباريس 1938م، كما ترجم كتاب البلدان لليعقوبي، 1937م.

أما كانار، فقد عني بدراسة الحمدانيين خصوصا عهد سيف الدولة الحمداني (ت 356هـ) فقضى عشرين عاما يبحث ويكتب عن حياتهم السياسية والأدبية والاقتصادية، وتوجها أخيرا برسالة دكتوراه موسومة بـ "تاريخ السلالة الحمدانية في سوريا والجزيرة" شملت جميع الأحداث السياسية والاقتصادية والأدبية التي حصلت في عهدهم، نشرتها كلية آداب الجزائر عام 1951، كما كتب بحثا عن صيغة فعالى في العربية(89).

وعن القصة والأقصوصة في الأدب العربي كتب (بيريس) بحثا نشره قي مجلة حوليات معهد الدراسات الشرقية في العام 1937م، كما كتب عن أحمد شوقي. وعن مؤلفي القصص العربية، نشره في المجلة نفسها، عدد عام 1939م، كما كتب عن العربية العامية في إسبانيا. وعن رواد عصر النهضة العرب فكتب عن الشدياق (ت 1345هـ) و اليازجي.

وكتب بلاشير كثيرا من الدراسات والأبحاث التي اهتمت بالثقافة العربية في المشرق والمغرب، ومن أهم كتبه تاريخ الأدب العربي 1952م، نقله إلى العربية الدكتور إبراهيم الكيلاني، كما كتب مختارات من العربية الفصحى 1952م، وله دراسة نقلها أحمد درويش تتحدث عن التأليف المعجمي عند العرب، ومن أبحاثه "دراسة أدب الأمثال عند العرب"، شرت باربيما عدد1 لسنة 1956م. ومن أهم أعماله دراسته الموسومة بـ "اللحظات الفاصلة في الأدب العربي، تصور جدي للعصور الأدبية" نقله إلى العربية أحمد درويش.

أما أندريه ميكيل فقد قام بدراسات عدة عن الأدب العربي منها: نظرة شاملة للأدب العربي، نقلها إلى العربية أحمد درويش، وفيها يتحدث عن المشكلات الأربع التي يطرحها الأدب العربي، وهي: مهمات الكتابة، والأدوار والأهداف المتعلقة بكل من الشعر والنثر، والعلاقات التي تربط الشعر والنثر باللغة وبالأدب وبالمجتمع، وأخيرا مكانة اللغة ذاتها مرورا من الجماعة إلى الأمة، ومن الأمة إلى الدور العالمي. وحول الرواية العربية كتب بحثين يتحدثان عن الرواية العربية، هما: الرواية العربية المعاصرة، والفن الروائي عند نجيب محفوظ.

وفي هذا القرن صدرت كتابات تتحدث عن تاريخ العرب العام، منها، كتاب (سيديو) "تاريخ العرب العام من العصر الجاهلي حتى سقوط غرناطة"، يتناول فيه تاريخ العرب، وتاريخ دولتهم من العصر الجاهلي إلى نهاية سقوط دولة العرب في الأندلس، وجغرافية دولتهم وحضارتهم ومدارسهم الفلسفية والعلمية والأدبية في الشرق والغرب، وأوضح «سيديو»في كتابه فضل العرب والإسلام على أمم العالم في ميادين العلوم والثقافة والفلسفة والعمران والأدب، ونوه بشأنهم وقدّر آثارهم تقديراً حسناً، وأثنى عليهم على خلاف كثير من المستشرقين الذين تناولوا العرب والمسلمين وتاريخهم، فأداروا ظهورهم للدور الكبير الذي لعبه العرب في الحضارة الإنسانية جمعاء، بقصد نسيان العرب وإنكار ما كان لهم من تأثير في الحضارة الحديثة دام طوال القرون الوسطى.

 

ثالثا: دراسات حول القصص العربية الحديثة وترجمتها:

يعد عصر النهضة أهم عصور الانفتاح على الغرب، مما كان له الأثر البالغ في تحول الثقافة العربية وعلاقتها بالغرب، فتعدد الرؤى والمقاربات المتعلقة به، خلق تنوعا ثقافيا بعد الانفتاح على الغرب، فالنهضة تعني الطاقة والقوة والوثبة في سبيل التقدم الاجتماعي أو غيره(90)، في حين اتسم عصر النهضة في أوروبا في القرنين الخامس عشر والسادس عشر بأنه عصر تقدم فكري واجتماعي وأدبي(91). وقد بسط سلامة موسى البحث حول النهضة ومفهومها بشكل مفصل في كتابه «ما هي النهضة»(92). لذا سعى العرب إلى اللحاق بالفكر النهضوي الغربي، وكان هذا سببا في نشوء حركة الترجمة من اللغات الغربية إلى العربية، فدعا طه الهاشمي إلى تشكيل لجنة ترجمة ممن لهم اطلاع واسع في اللغات الأوروبية وفي العربية، تكون مهمتها ترجمة الآثار الأجنبية(93)، في حين رأى طه حسين أن الترجمة كفيلة بأن تخلص الأمة من التخلف والجهل(94).

وقد شكل عصر النهضة الحلقة الأقوى للاتصال بين الشرق والغرب، فنشطت الصحف، وانتشرت الطباعة، والترجمة، وأرسل المبعوثون إلى الغرب، وزاد اهتمام المستشرقين بالشرق، كل ذلك أسهم في تفعيل الصراع الحضاري، الذي انعكس في الأدب والسياسة والثقافة والفكر، وقد شكل المستشرقون العلامة الفارقة في هذا الاتصال؛ لأنهم سبقوا العرب في نقل الثقافة العربية إلى الغرب بترجمة القصص وتأليف الكتب، وإقامة الدراسات المختلفة حول الثقافة العربية، فالترجمة من العربية بدأت في وقت مبكر في القرن الحادي عشر، وخلال ثلاثة قرون ترجم أكثر من ثلاثمائة كتاب من مختلف العلوم العربية(95)، وقد كان القرآن الكريم، وقصص حي بن يقظان، وألف ليلة وليلة، والمقامات باكورة الأعمال التي اهتم بها المستشرقون؛ لأنها تعكس الحياة العربية، فترجموها وأضافوا عليها مفاهيمهم عن الشرق والحياة العربية مما يرضي مخيلة الإنسان الأوروبي. فجالان، وضع مقدمة لترجمة ألف ليلة وليلة، فنقل إلى القارئ الغربي فيها الشرق بعاداته وتقاليده وأديانه وشعوبه(96) فكانت نظرته للشرق أكثر واقعية من غيره الذين كانوا ينظرون إليه على أنه ارض العجائب والفخامة والقصور، وأرض الحكايات الغريبة، فجاءت نظرتهم سلبية، تحمل في طياتها تصورات وأوهاما كثيرة ملؤها الزيف، لتوافق مخيلتهم وترضي أهواءهم، وتصوراتهم.

وقد أثرت هذه القصص المترجمة في المؤلفات الأدبية الأوروبية،منها كتاب (ألف قصة وحكاية وأسطورة) للمستشرق الفرنسي باسيه(97) والحب المحمود، ل(جوان رويس)، والكوميديا الإلهية لدانتي، كما كتب رهبان قصص دينية متأثرة بالدين الإسلامي، منها: رهبان الشرق، الجنة، قصة رهبان جيجون، قصة الأمير(98).

وفي الحكاية كتب أيسوب حكايات: الدب والحمل، والديك والثعلب، والذئب واللقلق وغيرها(99).

إن عملية النقل والترجمة من الأدب العربي إلى الفكر الأوروبي لم تتوقف على قلتها، بل ظلت متواصلة إلى يومنا هذا، وازدادت بعد أن حصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل للآداب عام 1988م. وذلك الفوز أثار قضية الترجمة من العربية إلى اللغات الأوروبية، ويمكن القول إن ترجمة أعمال نجيب محفوظ إلى اللغات الأوروبية، لاسيما الفرنسية منها، قد أسهمت في فوزه بالجائزة. وتدريجيا تغيرت نظرة المستشرقين للشرق، وقد أسهمت الروايات العربية التي ترجمتها دور النشر الأوروبية، وترجمة الكثير من الشعر العربي وغيرهم في تغيير كثير من المفاهيم السابقة عن الشرق، وإن ظلت مقتصرة على أعمال يحيى حقي، ويوسف إدريس، والطيب صالح، وتوفيق عياد، ويوسف السباعي، وعبد الرحمن منيف؛ والبياتي وأدونيس، ومحمود درويش، ونزار قباني وغيرهم، وهنا سنتناول أعمال نجيب محفوظ المترجمة، وآراء المستشرقين الفرنسيين ودراساتهم لأدبه.

 

ترجمة رواياته:

إن ترجمة روايات نجيب محفوظ قد عكست واقع الرواية العربية، فكانت المثال الذي اتخذته دور النشر الفرنسية عن الأدب العربي الحديث في مجال القصة والرواية، لأن نجيب محفوظ كما يراه اندريه ميكيل قد فجر الإطار الحديث للغة النثر العربية، وقد أضفى من خلال لغة النص صفة العمومية مما أكسبه صفة تجريدية جعلت نسيج وصفه مختلفا اختلافا كبيرا عن غيره من العرب والأوروبيين(100).

إن جائزة نوبل للآداب التي نالها محفوظ قد دفعت دور نشر كثيرة مثل سندباد، و لاتيس، إلى ترجمة روايات مختلفة له، للتعرف عن كثب إلى العوالم الروائية الفريدة التي صنعها، إضافة إلى إعادة ترجمة ما ترجم سابقا، وهي الروايات التي عنيت بها الأكاديمية السويدية، واعتمدتها للتقدم للجائزة، وهذه الروايات هي: ثرثرة فوق النيل، باعتبارها نموذجا للقصة القصيرة المعبرة، وزقاق المدق، و اللص والكلاب، و أولاد حارتنا، وهي رواية اتخذت الإنسان الخالد موضوعا لها(101) .

وكانت (دار سندباد للنشر) ممثلة برئيسها (بيير برنار) المعروف بعلاقته الحميمة مع الكثير من الشخصيات العربية، هي المبادرة لنشر أعمال الروائي الكبير نجيب محفوظ، فكانت روايته «زقاق المدق» أول روايات نجيب محفوظ المترجمة إلى اللغة الفرنسية في 1970، وقد ترجمها (أنطوان كويتن)، وأطلق عليها عنوانا جديدا هو، «زقاق المعجزات» أما رواية «اللص والكلاب» فترجمت في العام 1985م. في حين ترجمة روايته «أولاد حارتنا» في العام 1988م.

وتعد دار سندباد للنشر أكثر دور النشر اهتماما بنشر الثقافة العربية، فقد أصدرت ما بين 1970 – 1980، ما يقرب من مائتي كتاب في مختلف علوم اللغة العربية والإسلامية.وقد فتح هذا المجال أمام دور نشر كثيرة لكي تترجم المزيد عن الأدب العربي عامة، ونجيب محفوظ خاصة، فقد ترجمت دار (جان كلود لاتيس) ثلاثية نجيب محفوظ،في العام 1987م، وقد طبعت منها تسعة آلاف نسخة، أي ما يزيد عن ستة آلاف نسخة عن المعدل العام الذي تطبع للكتاب الواحد، وهذا يدلل على مدى اهتمام القارئ الفرنسي للأعمال الأدبية المتميزة. وهي دار تشرف عليها (أوديل كاي)، عنيت بنشر الثقافة العربية على نطاق واسع(102).

 

آراء المستشرقين في أعماله:

يمكن ملاحظة أراء الفرنسيين عامة والمستشرقين خاصة حول أعمال نجيب محفوظ من كتابات الصحف اليومية، والمجلات الأسبوعية، فمجلة (النوفيل ابسرفاتور) وصفت رواية السكرية (إحدى روايات الثلاثية) وصفتها بأنها نص ثري على مستويات العمل الأدبي اللغوية والاجتماعية كافة، فهي تحمل جزئيات كثيرة تتحدث عن واقع اجتماعي يمثل حقبة سياسية مهمة. أما مجلة (ماري كلير) فقالت عن الرواية: إنها عمل أدبي رائع، يمثل نسيجا كلاسيكيا حارا، ووصف نجيب محفوظ بأنه (فلوبير) الشرق الأوسط.(103).

أما صحيفة (لوموند)، فترى عقب فوز نجيب محفوظ بالجائزة إنه لا يقل أهمية عن كبار الكتاب العالميين، بل هو يمثلهم كلهم: إننا أمام أعمال نجيب محفوظ لا نتذكر (مارتين دوغار) بقدر ما نتذكر (تولستوي)، و(بلزاك) وكل هذا مندمج في عجينة مصرية صنعت نفسها من الحكايات الفرعونية القديمة، ومن ألف ليلة وليلة.

ولم يختلف رأي صحيفة (بلجيكا الحرة) عن لوموند، فهي رأت أن نجيب محفوظ غاص بالبعد السيكولوجي أكثر من تولستوي،و بلزاك، فهو يذكرنا بماركيز (حائز على جائزة نوبل للآداب في العام 1982م، عن روايته الرائعة مائة عام من العزلة) كما لوأنه قرأ (مارسيل بروست)(104) .

وعلى الجانب الثاني نجد نقدا مغايرا لنجيب محفوظ، فالكاتب الفرنسي الشهير (إيتامبل) يقارن بين أعمال نجيب وأميل زولا، في مجالات اقتصادية واجتماعية وسياسية،؛ لأن كلا منهما كتب ثلاثية، فزولا كتب ثلاثية أيام الامبرطور نابليون، ويقول الكاتب إنهما ينتميان إلى الطبقة البرجوازية التي تؤمن بالتغيير والتطور الهادئ للمجتمع، وهذا الإيمان جعلهما بعيدين عن أن يفكرا حقيقة بالثورة لتغير الأوضاع القائمة تغيرا جذريا(105).

في حين يرى جمال الدين بن الشيخ (كاتب فرنسي من أصل جزائري) أنه من العبث مقارنة كاتبنا العربي نجيب محفوظ بالكاتب الفرنسي إميل زولا؛ لأن محفوظا في رأي ابن الشيخ لم يقدم إلا صورة مجتزأة ومعزولة عن المجتمع المصري، هي كل ما يستطيعه برجوازي صغير كمحفوظ اعتاد العيش في ظل حياة مستقرة ومريحة(106).

أما الدراسات التي دارت حول أعمال نجيب محفوظ، فسنتناول دراسة للأديب أندريه ميكيل، تحدث فيها عن الأعمال الروائية لنجيب محفوظ "lLa Technigue Du roman,  Chez Neguib Mahfouz" ترجمة أحمد درويش.

تحدث أندريه ميكيل عن نجيب محفوظ روائيا وأديبا، في دراسته لروايات محفوظ الثماني، وهي: خان الخليلي، وزقاق المدق، وبداية ونهاية، وقصر الشوق، وبين القصرين، والسكرية، واللص والكلاب، والسمان والخريف. فمن منظور الكاتب يرى أن محفوظا قد بدأ بالمقالات والقصص، والروايات التاريخية قبل أن يتوسع ليكتب عن أدب حديث، يرفعه إلى مصاف الروائيين العالمين (107). فكانت البداية مع خان الخليلي؛ ليتوسع بعد ذلك بروايات كثيرة أسهمت في الرفع من مكانة الأدب العربي الحديث.

وعناصر الرواية عند محفوظ حسب دراسة ميكيل شكلت وحدة عضوية رسمت ملامح الكلاسيكية الحديثة في عمل الرواية(108)، فالمكان عند محفوظ تنوع بتنوع بيئات أبطال رواياته،وهو يمثل فضاء واسعا مثل البيت والمنزل والحجرات والمدن والأحياء، فحي سيدنا الحسين يمثل لمحفوظ في خان الخليلي وزقاق المدق الأصالة العريقة والتاريخية، فالاسم شكل متسعا رحبا للتراث، ولذوبان كثير من ضجيج مدينة القاهرة الكبيرة المقسمة حسب محفوظ إلى أقسام يأخذ كل قسم منها طابعه محليا دقيقا يتميز بمذاق خاص، حسب شخصيات الرواية وأوضاعها الاجتماعية، فحي شبرا في «بداية ونهاية»غير حي الحسين، يختلف عن حي الدقي في «السمان والخريف «، إنها بالنسبة لميكيل مدائن(109).

أما المنزل، فإنه بالنسبة لمحفوظ جنة العائلة، فهو رمز الاستقرار على خلاف الأماكن العامة الأخرى، فحجرة الطعام في الثلاثية، هي الحجرة التي تلتقي فيها العائلة، وتؤخذ فيها القرارات الحاسمة، ومن ثم نقطة الانتشار في امتداد جغرافي متسع يرتبط بالمنزل بأحداث تتعدد بتعدد شخصيات الرواية، في حين نجد المباني (السلم) في «خان الخليلي «هي مركز الانطلاق واتخاذ القرارات (110).

أما الشخصيات ورسم معالمها فتختلف باختلاف الأحداث والأمكنة والأزمنة، فأبطال محفوظ كما يراهم ميكيل الذين توزعهم أعمالهم أو وظائفهم أو مدارسهم في أرجاء القاهرة، يعودون إلى قلب الوسط الذي يعيشون فيه، ومن هذه الزاوية تكتسب رواياته المختلفة روعتها.كما يرى أن شخصيات نجيب محفوظ تهدم وسطها لتهرب إلى وسط أكثر نظافة،يحملون أحلامهم نحو المدينة الكبيرة،أو مدينة أخرى في عمق مصر، كما فعل حسين في "بداية ونهاية"، وعباس في "زقاق المدق"(111).

إن الشخصيات الروائية تحددها علاقتها بالوسط الروائي البعيد عن النمطية، فهي شخصيات تتحدد مواقفها وفقا لبيئة الرواية، فتأثير الوسط البائس الذي يحد من الرغبة في الهيمنة لدى اصغر الأخوة الثلاثة في «بداية ونهابة» يجئ التعبير عنه دائما في لغة المونولوج، حيث تتعادل «مع» و «ضد»، وهذا يجعل من الحوار الذهني جزءا من العرض الروائي دون أن يخل ذلك على الإطلاق بإيقاع الحركة داخل العمل الروائي، وفضلا عن ذلك فأبطال روايات نجيب محفوظ ليسوا تابعين لشخصية المؤلف، فأسلوب الترجمة الذاتية عند توفيق الحكيم ويحيى حقي، غير موجود في روايات نجيب محفوظ(112).

وقد اعتبر ميكيل شخصيات نجيب محفوظ في رواياته التي درسها شخصيات ملحمية، فأبطال الثلاثية يحملون بعدين: حقيقي شعبي، وملحمي، مما يجعلها في رأي ميكيل شخصيات ملحمية لا روائية، فهي شخصيات قابلة لاستيعاب الأحداث ومناقشتها دائما وفعلها أحيانا أخرى، وهذه الحركة والسلوك تجعلهم يرتبطون بالعائلة الكبيرة باعتبارهم شخصيات ملحمية أكثر من كونهم يرتبطون بعائلة باعتبارهم أبطالا قلقين في الرواية. ولكي يتجنب محفوظ نفي الطابع الروائي عن أعماله يلجأ إلى تحقيق الوحدة بين المظاهر المختلفة للشخصيات ليعطي شيئا واحدا اسمه الشعب المصري، وأبطاله في الروايات يصبحون جزءا من هذا النسيج(113). فهم تاجر، وموظف، ولص، وهارب، ومومس، وسي السيد، وأم، وأب، وطالب، وقد وضع محفوظ كل شخصية في سياقها، عند تقسيم الأدوار في مجال الحبكة الروائية، فالأم تمثل القوة المدعومة من التقاليد كما في «بداية ونهاية»، والموظف بطل قصة «السمان والخريف «، وضعه في محور الظروف السياسية التي تحكم عمله.

أما في اللص والكلاب وزقاق المدق، فقد وضع المومس في قالب مشبع بالإنسانية، بعد أن سجل حالة ضعف لها دفعتها لممارسة البغاء كما فعلت حميدة في الزقاق، ورغم ذلك فقد صوره محفوظ في معظم الأحايين بأنه صورة حادة ومؤلمة، وإن اختلفت نفيسة في «بداية ونهاية «عن صورة المومس بصلابتها وقوتها وتصميمها على ممارسة البغاء لتوفر لأخيها رغباته وتفي بمتطلباته التي لا تنتهي، إلا أنها تظل مومسا في نظر المجتمع كله،الذي مثله أخوها، والموت هو الوحيد الذي سيحقق لها الانتصار.

أما شخصية الطالب فهي أكثر النماذج المفضلة عند محفوظ، ويمثلها فهمي في بين القصرين، فهي بالنسبة إليه تمثل الشباب والحيوية، والتمرد، والحزن،تعكسها فئات المجتمع المصري، وهي عناصر تحرك الحدث الروائي، يعكسها البطل حسين في «بداية ونهاية «، وانحرافات ياسين في الثلاثية.

لقد رسم محفوظ صورا متناقضة لشخصياته، فنجد الفتاة الجميلة والقبيحة ضدين في نسق واحد، والشاب والكهل، والغني والفقير، وتركيز محفوظ على الطالب باعتباره الشخصية المفضلة، لأنه يمثل محفوظ الطامح بأن يبقى في الطبقة، والشاب بالنسبة إليه يمثل البناء والعطاء والثورة والطموح.

أما الزمان بالنسبة لمحفوظ، فيبقى مفتوحا مستمرا باستمرارية الحياة بالنسبة للعائلة كما في الثلاثية، فهي تمثل ثلاثة أجيال (قرنا من الزمن) تلتقي مع مائة عام من العزلة لماركيز، فالأحداث والشخصيات تتوالى بتوالي الأزمنة التي تمتد لعشرات السنين، لكنه يختزلها ويركز فيها زمنا اتخذ فيه البطل قرارات مصيرية في ساعات، وربما في سنوات كما فعل بطل اللص والكلاب، فالذكريات لدى بطل الرواية توالت ورسمها محفوظ تمثل عشرات السنين، لكن كثافة الزمن الروائي حصره محفوظ في لحظات اتخذ من خلالها البطل قرارات مصيرية،

إن تطور أحداث الرواية يرتبط بالظروف، وليس بالاختيار الواعي أو اللاواعي للشخصية،وهي في نظر ميكيل تشكل ملامح إنتاج محفوظ الروائية، فهي ترتبط بمفهوم تطوري للزمن،فلا تعود بالبطل إلى نقطة البدء، فتطور الزمن في «السمان والخريف»يجري بأقل قدر ممكن من الأحداث على المستوى الخارجي، ولا يصبح التساؤل هل سيبقى الموظف أو يعزل؟، ولكن يصبح التساؤل هل سيستطيع في هذا الموقف مواجهة الإنسان الجديد الذي ولد داخله على المستوى الاجتماعي؟(114).

أما أقصى أنواع التطور الزمني عند محفوظ، كما يراها ميكيل، فتكمن في معاناة البطل، وهي في معظم الحالات الموت المعنوي، أو الجسدي حيث يموت الشخص، أو تموت شخصيته. من هنا يأخذ إنتاج محفوظ طابعا واضحا وعميقا، يمثل نوعا من النجاح الذي يسجله أبطاله بصلابة في مواجهة الحياة اليومية. وهو في الوقت نفسه يضعهم أمام خيارين إما الموافقة أو الرفض لتطور زمني يقودهم نحو مستقبل يبدو الصراع والسقوط والموت أكثر معطياته ثباتا(115).

ويرى ميكيل أن السرد عند محفوظ سرد مباشر، فهو يعمل على الربط بين الشخصيات المختلفة وردود الأفعال الناجمة عنه، وهذا يساهم في تطور الرواية،فهو يربط بين أجزاء الحوار الذي يساهم في البناء الروائي باستخدام الديالوج الشديد الحيوية، حيث يستطيع الأبطال أن يعرضوا بدقة ما يمكن أن تقدمه مواقعهم الخاصة بانتماءاتها إلى شريحة اجتماعية ما(116).

والخلاصة التي يصل إليها ميكيل عن أعمال محفوظ، هي ربط محفوظ بالمدرسة الكلاسيكية بكل أبعادها، وأن الأصالة عند محفوظ مربوطة بطريقة تقديم الشخصيات، وهو سر نجاح محفوظ في الحفاظ على الاعتدال المتزن بين الوفاء بالملامح الفردية الضرورية للرواية، ونموذجية الأبطال المنتمين إلى حقبة تاريخية وطنية يراد تقديمها، وهذه الدراسة لشعب بأكمله ممثلة في بعض الشخصيات التي تقف في منتصف الطريق بين الأصالة الروائية والتمتمة الملحمية، تحقق دون أدنى قدر من الشك معنى كون الإنسان يعيش عصره(117). ومهما يكن من أمر فإن محفوظا في رأي ميكيل قد أعطى لإنتاجه أصالة رئيسة في إطار الأدب العربي، وحتى في إطار الرواية العالمية.

وبعد، فإنَّ دراسة قضية الدوافع والأهداف المبتغاة، من وراء أبحاث المستشرقين لا تتم كاملة بمعزل عن التبصر بالبنية الفكرية والتركيبة النفسية، التي صمّمتْ هذه الأهداف بألوانها المتعددة بتعدد مشارب المستشرقين.

فللاستشراق دوافع وأهداف دينية، وسياسية واستعمارية واقتصادية وتجارية، وتاريخية، ولعل الدوافع والأهداف السامية الوحيدة هي الأسباب العلمية النزيهة التي لم يخل الاستشراق منها بأيّ حال، بل إنَّ هذا الدافع يزداد مع ضمور الدوافع الأخرى. ثم تأتي بعد ذلك البواعث النفسية والشخصية الخاصة.وقد حاولنا هنا الوقوف عند أعمال كثير من المستشرقين دون النظر إلى أهدافهم ودوافعهم، فمعظم من تناولتهم هذه الدراسة هم مستشرقون اختلفت دوافعهم وأهدافهم ونظرتهم للشرق باختلاف المواقع العلمية والعملية التي كانوا يشغلونها في فرنسا.

 

هوامش :

 

1.      الأدب المقارن، منشورات جامعة القدس المفتوحة، عمان 2000، ص 203.

2.      عبد اللطيف عبيد، الترجمة في الفكر النهضوي العربي، مجلة كلية الألسن للترجمة عدد5، جامعة عين شمس 2004 ص 74.

3.      الجاحظ (أبو عثمان عمرو بن بحر، 255هـ) الحيوان، تحقيق عبد السلام هارون، بيروت: دار إحياء التراث العربي 1969، ج1 ص 76.

4.      ابن النديم (محمد بن اسحق ت 385هـ)، الفهرست، بيروت: دار المعرفة، 1978، ص479.

5.      انظر قسطندي الشوملي، مدخل إلى علم الترجمة، القدس: جمعية الدراسات العربية، 1996، ص 5.

6.      ومصطفى نجيب فواز، بدايات اهتمام الغرب بالمشرق العربي، مجلة الفكر العربي، العدد الثامن والثمانون، 1997، بيروت: معهد الإنماء العربي، ص 164.

7.      انظر أحمد مختار العبادي، في التاريخ العباسي والأندلسي، بيروت: دار النهضة العربية 1972، ص 293-294؛ وانظر ميشال جحا الدراسات العربية والإسلامية في أوروبا، بيروت: معهد الإنماء العربي 1982، ص 5.

انظر جرجي زيدان، تاريخ آداب اللغة العربية، الجزء الرابع، مصر: 1937، ص 37، وانظر هنري غيز، بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن، ترجمة مارون عبود ج2، بيروت 1950، ص 146.

8.      ينظر قسطندي الشوملي، مدخل إلى علم الترجمة، ص 6 – 17.

9.      الأدب المقارن، جامعة القدس المفتوحة، ص 215.

10. ادوارد سعيد، الاستشراق، ترجمة كمال أبو ديب، بيروت: مؤسسة الأبحاث العربية، 1995، ص 56، 57.

11. الأدب المقارن، منشورات جامعة القدس المفتوحة، ص 213،

12. إدوارد سعيد: الاستشراق، ص 74.

13. عبد الحليم عويس: مواجهة التحدي الاستشراقي من آفاق الدعوة الإسلامية في القرن الخامس عشر الهجري، أعمال الملتقى الرابع عشر للفكر الإسلامي، الجزائر: منشورات وزارة الشؤون الدينية، 1980 ص 232-233.

14. عدنان محمد وزان: الاستشراق والمستشرقون: وجهة نظر (سلسلة دعوة الحق (24)، مكة المكرمة: رابطة العالم الإسلامي، 1984، ص 15.

15. انظر، عمر فَرّوخ، الاستشراق في نطاق العلم وفي نطاق السياسة، في كتاب الإسلام والمستشرقون، تأليف نخبة من العلماء المسلمين، جدة: دار المعرفة، 1985؛ وعبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها، ص 5. اقتبسه محمد البشير مغلي في كتابه، مناهج البحث في الإسلاميات لدى المستشرقين وعلماء الغرب،، الرياض: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات، 2002.، ص 41.

16. إدوارد سعيد: الاستشراق ص101.

17. مالك بن نبي، إنتاج المستشرقين وأثره في الفكر الإسلامي الحديث، بيروت: دار الإرشاد، 1969، ص 50.

18. أحمد سما يلوفتش: فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي المعاصر، القاهرة: دار المعارف، 1980، ص: 21-38.

19. محمد حسين الصغير: المستشرقون والدراسات القرآنية، بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، 1986، ص 11-13.

20. محمد عبد الغني حسن: عبد الله فكري (سلسلة أعلام العرب)، القاهرة: الدار المصرية للطباعة والنشر، (د.ت) ص 89.

21. أحمد سمايلوﭬتش، فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العربي المعاصر، ص 22، نقلا عن معجم لاروس الفرنسي، ج7، ص 1003، وانظر، الشيخ أحمد رضا، معجم متن اللغة، ج3، بيروت: دار مكتبة الحياة، 1958، ص 311.

22. نجيب العقيقي، المستشرقون، ج 1، القاهرة: دار المعارف 1964، ص 151.

23. مصطفى نجيب فواز، بدايات اهتمام الغرب بالمشرق العربي، ص170.

24. عبد الرحمن بدوي، موسوعة المستشرقين، بيروت: دار العلم للملايين، 1984، ص 68.

25. محمد عوني عبد الرؤوف، ببليوجرافيا المصادر العربية التي حققها المستشرقون أو قاموا بترجمتها، مجلة.

كلية اللسن، العدد الخامس، القاهرة: جامعة عين شمس، 2004، ص 161.

26. نجيب العقيقي،المستشرقون، ج1، ص 172، 173.

27. عبد الرحمن بدوي، موسوعة المستشرقين ص 101؛ والعقيقي، المستشرقون ج1، ص 174؛ ومحمد عوني، مجلة ألألسن، ص 164.

28. محمد عوني، مجلة الألسن ص 164.

29. العقيقي، المستشرقون، ج1، ص 176.

30. العقيقي، المستشرقون،ج1، ص 178؛ ومحمد عوني، والألسن، ص 169.

31. العقيقي، المستشرقون،ج1، 179 – 182؛ والبدوي، الموسوعة ص 226 – 232، ومحمد عوني، الألسن ص 171).

32. العقيقي، المستشرقون،ج1، 185، ومحمد عوني، الألسن 169؛ البدوي، الموسوعة 222.

33. العقيقي، المستشرقون،ج1، 186، البدوي،الموسوعة 363.

34. العقيقي، المستشرقون،ج1، 187.

35. المرجع نفسه، ص 189.

36. المرجع نفسه،ص 187.

37. العقيقي، المستشرقون، ج1، 192؛ والبدوي، الموسوعة، 56.

38. محمد عوني، الألسن 172،والبدوي، الموسوعة، ج1، 238.

39. العقيقي، المستشرقون، ج1،ص 195.

40. المرجع نفسه، ص196.

41. المرجع نفسه، ص198.

42. محمد عوني، الألسن، ص 162.

43. محمد عوني، الألسن 171، والعقيقي، المستشرقون، ج1، 199.

44. العقيقي، المستشرقون، ج1، ص 200، والبدوي، الموسوعة، ص 132.

45. العقيقي، المستشرقون، ج1، ص201 .

46. المرجع نفسه، ص 202.

47. المرجع نفسه، ص 203.

48. المرجع نفسه، ص 204.

49. المرجع نفسه، ص 207.

50. المرجع نفسه، ص 211.

51. العقيقي، المستشرقون، ج 1، ص 215، والمجلة الآسيوية عدد 1، 1907.

52. المجلة الأسيوية عدد 2، 1868 والعقيقي، المستشرقون ن ج1، ص 213، ومحمد عوني، مجلة الألسن، ص 162 .

53. العقيقي، المستشرقون ج1، ص 218، والبدوي،الموسوعة، ص429، والمجلة الأسيوية عدد، 1964.

54. العقيقي، المستشرقون، ج1ن ص 225، والمجلة الأفريقية عدد 1921؛ والمجلة الآشورية عدد 1912؛ ومجلة الدراسات الشرقية عدد 1914)، والمجلة الآسيوية عدد 1907.

55. المجلة الآسيوية أعداد: 1881،1909، 1910،1914،1917، 1922، 1926، ومجلة العالم الإسلامي، ومجلة تاريخ الأديان (أسست 1880م) عدد 1915، ومجلة الدراسات الإسلامية ( أسست 1953م) والعقيقي، المستشرقون، ج1،ص 231.

56. العقيقي، المستشرقون، ج1، ص237، ومحمد عوني، مجلة الألسن،ص 163

57. المجلة الآسيوية، والعقيقي، المستشرقون، ج1، ص 241.

58. العقيقي، المستشرقون، ج1، ص 246.

59. المجلة الأسيوية، العدد التاسع، 1899، مجلة الدراسات الإفريقية (أسست 1881) عدد 1908؛ والعقيقي، مرجع سبق ذكره، ص264.

60. المجلة الأفريقية عدد 1918، والمجلة الأسيوية 1903، والعقيقي، مرجع سبق ذكره، ص256.

61. البدوي، الموسوعة، 250

62. البدوي، الموسوعة ص 118، والعقيقي، المستشرقون، ج1، ص240، ومجلة تاريخ الفلسفة عدد1928؛ ومجلة تاريخ الأديان عدد 1929.

63. البدوي، الموسوعة 56، والعقيقي، المستشرقون،جج1، ص 273، ومحمد عوني، مجلة الألسن، ص161، والمجلة الجزائرية في عددي 1927 و 1930، والمجلة التونسية (أسست 1894) أعداد: 1922، 1930، 1923.

64. البدوي، الموسوعة، ص 380، والعقيقي، المستشرقون، ج1، ص 274، والمجلة الآسيوية، عدد 1900

65. المجلة الآسيوية عدد 1937، وحوليات معهد الدراسات الشرقية بالجزائر (أسس 1932) عدد 1935؛ والمجلة الإفريقية عدد 1938، والعقيقي، المستشرقون، ج1، ص 283.

66. البدوي،الموسوعة ص 182، والعقيقي، المستشرقون، ج1، ص 285، والمجلة التاريخية عدد، 1933.

67. البدوي،الموسوعة 363، ص، والعقيقي،المستشرقون، ج1، ص 287، ومحمد عوني، مجلة الألسن، ص 168؛ والمجلة الآسيوية أعداد: 1931، 1943؛ ومجلة الدراسات الإسلامية عدد 1932.

68. العقيقي، المستشرقون، ج1، ص 306، والمجلة التونسية عدد 1934، وحوليات معهد الدراسات الشرقية أعداد 1934، 35، 36، 39، والمجلة الأفريقية العدد 94 / 1950، و 99 /1955.

69. محمد عوني،مجلة الألسن ص 172، ومجلة الاستشراق، عدد 4 1990.

70. العقيقي، المستشرقون، ج1، ص 309، والمجلة الآسيوية،عدد 1952 .

71. العقيقي، المستشرقون،ج1،ص 316-318، والبدوي ن الموسوعة، ص 82، ومحمد عوني، مجلة الألسن، ص 161، وأحمد درويش، الاستشراق الفرنسي في الأدب العربي، القاهرة: الهيئة المصرية للكتاب، 1997، ص 16.

72. محمد عوني، مجلة الألسن، ص 162، والبدوي، الموسوعة، ص 335.

73. العقيقي، المستشرقون، ج1، ص 326-327، واربيكا (أسست 1954)، العددان: الأول لسنة 1954، والثاني لسنة 1955، وحوليات معهد الدراسات الشرقية العدد 10 لسنة 1952.

74. أحمد درويش، الاستشراق الفرنسي والأدب العربي القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1997، ص18.

75. ضياء خضر، مقدمة في دراسة جهود من العربية إلى الفرنسية، مجلة الاستشراق، العدد الرابع، بغداد: دار الشئون الثقافية، 1990، ص 136.

76. العقيقي، المستشرقون، ج1، 187 – 189.

77. المرجع نفسه، ص 188.

78. المجلة الأفريقية عدد 1921.

79. المجلة الآسيوية عدد 1927.

80. العقيقي، المستشرقون،ج1، ص 257 .

81. مجلة الدراسات العربية، عدد، 1947.

82. العقيقي، المستشرقون،ج1، ص 282.

83. حوليات معهد الدراسات الإسلامية عدد 4 لسنة 1934، مجلة الدراسات الإسلامية عدد3 سنة 1929.

84. المجلة الأسيوية عدد 1910، وعبد الغفار حميدة، طبقات المستشرقين، رقم 91، المدينة المنورة: مركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق،2005.

85. العقيقي، المستشرقون، ج1، ص 182.

86. المرجع نفسه، ص 253.

87. المرجع نفسه، ص 274.

88. المرجع نفسه،ص 282.

89. حوليات معهد الدراسات الشرقية، عدد 1934.

90. المعجم الوسيط، مادة (نهض).

91. المنجد، مادة (عصر).

92. سلامة موسى، ما هي النهضة، بيروت: مكتبة المعارف، 1962، ص 144.

93. طه الهاشمي، مذكرات طه الهاشمي، تحقيق وتقديم خلدون ساطع الحصري، بيروت: دار الطليعة 1967.

94. طه حسين، مستقبل الثقافة في مصر، بيروت: دار الكتاب اللبناني 1982، ص 507.

95. داود سلوم، ترجمات التراث القصصي العربي إلى اللغات الأوروبية، مجلة الاستشراق، ع4، بغداد: دار الشئون الثقافية العامة،1990، ص 106.

96. ضياء خضر،مرجع سبق ذكره، ص 136.

97. محمد غنيمي هلال، النماذج الإنسانية في الدراسات الأدبية المقارنة،القاهرة: دار نهضة مصر (د.ت)، ص 46، 48.

98. انظر، ميجيل آسين، أثر الإسلام في الكوميديا الإلهية،ترجمة جلال مظهر، القاهرة: مكتبة الخانجي،1980، ص 172؛ وحسين فوزي، حديث السندباد القديم، بيروت: 1977، ص 266، عبد الرحمن بدوي، دور العرب في تكوين الفكر الأوروبي، بيروت: دار الآداب 1965، ص63- 84.

99. الأب لويس شيخو، مجاني الأدب في حدائق العرب، بيروت: 1954، ص 145؛ وانظر داود سلوم، قصص الحيوان في الأدب العربي القديم، بغداد: 1979، ص 93.

100.  أندريه ميكيل، تقنية الراوية عند نجيب محفوظ، ترجمة فهد عكام، مجلة المعرفة، عدد111، ص 12 – 88 .

101.  ضياء خضر، مرجع سبق ذكره، ص 140 .

102.  المرجع نفسه، ص 140 -141.

103.  المرجع نفسه، ص، 141.

104.  المرجع نفسه، ص 141.

105.  المرجع نفسه، 139.

106.  المرجع نفس، ص 140 .

107.  أحمد درويش، الاستشراق الفرنسي والأدب العربي القاهرة: الهيئة المصرية العامة    للكتاب، 1997، ص 147.

108.  المرجع نفسه، ص 158.

109.  المرجع نفسه، ص 148.

110.  المرجع نفسه، ص 149.

111.  المرجع نفسه، ص 152.

112.  المرجع نفسه، 152.

113.  المرجع نفسه، 153.

114.  المرجع نفسه، ص 157.

115.  المرجع نفسه ص 158.

116.  المرجع نفسه، ص158.

117.  المرجع نفسه، ص 159.

 

مراجع :

1.      الأب لويس شيخو، مجاني الأدب في حدائق العرب، بيروت: 1954.

2.      وأحمد درويش، الاستشراق الفرنسي في الأدب العربي، القاهرة: الهيئة المصرية للكتاب، 1997.

3.      أحمد مختار العبادي، في التاريخ العباسي والأندلسي، بيروت: دار النهضة العربية 1972

4.      الأدب المقارن،منشورات جامعة القدس المفتوحة، عمان 2000.

5.      ادوارد سعيد، الاستشراق، ترجمة كمال أبو ديب، بيروت: مؤسسة الأبحاث العربية، 1995

6.      أندريه ميكيل، تقنية الراوية عند نجيب محفوظ، ترجمة فهد عكام، مجلة المعرفة، عدد111.

7.      الجاحظ (أبو عثمان عمرو بن بحر، 255هـ) الحيوان، تحقيق عبد السلام هارون، بيروت: دار إحياء التراث العربي 1969.

8.      جرجي زيدان، تاريخ آداب اللغة العربية، الجزء الرابع، مصر: 1937.

9.      حسين فوزي، حديث السندباد القديم، بيروت: 1977.

10. داود سلوم، ترجمات التراث القصصي العربي إلى اللغات الأوروبية، مجلة الاستشراق، ع4، بغداد: دار الشئون الثقافية العامة،1990.

داود سلوم، قصص الحيوان في الأدب العربي القديم، بغداد: 1979.

11. سلامة موسى، ما هي النهضة، بيروت: مكتبة المعارف، 1962.

12. الشيخ أحمد رضا، معجم متن اللغة، ج3، بيروت: دار مكتبة الحياة، 1958.

13. ضياء خضر، مقدمة في دراسة جهود من العربية إلى الفرنسية، مجلة الاستشراق، العدد الرابع، بغداد: دار الشئون الثقافية، 1990.

14. طه حسين، مستقبل الثقافة في مصر، بيروت: دار الكتاب اللبناني 1982.

15. طه الهاشمي، مذكرات طه الهاشمي، تحقيق وتقديم خلدون ساطع الحصري، بيروت: دار الطليعة 1967.

16. عبد الحليم عويس: مواجهة التحدي الاستشراقي من آفاق الدعوة الإسلامية في القرن الخامس عشر الهجري، أعمال الملتقى الرابع عشر للفكر الإسلامي، الجزائر: منشورات وزارة الشؤون الدينية، 1980.

17. عبد الرحمن بدوي، موسوعة المستشرقين، بيروت: دار العلم للملايين، 1984.

18. عبد الرحمن بدوي، دور العرب في تكوين الفكر الأوروبي، بيروت: دار الآداب 1965.

19. عبد الغفار حميدة، طبقات المستشرقين، رقم 91، المدينة المنورة: مركز المدينة المنورة لدراسات وبحوث الاستشراق،2005.

عبد اللطيف عبيد، الترجمة في الفكر النهضوي العربي، مجلة كلية الألسن للترجمة عدد5، جامعة عين شمس 2004.

20. عدنان محمد وزان: الاستشراق والمستشرقون: وجهة نظر (سلسلة دعوة الحق (24))، مكة المكرمة: رابطة العالم الإسلامي، 1984، ص 15.

21. عمر فَرّوخ، الاستشراق في نطاق العلم وفي نطاق السياسة، في كتاب الإسلام والمستشرقون، تأليف نخبة من العلماء المسلمين، جدة: دار المعرفة، 1985.

22. قسطندي الشوملي، مدخل إلى علم الترجمة، القدس: جمعية الدراسات العربية، 1996.

23. مالك بن نبي، إنتاج المستشرقين وأثره في الفكر الإسلامي الحديث، بيروت: دار الإرشاد، 1969.

24. محمد البشير مغلي في كتابه، مناهج البحث في الإسلاميات لدى المستشرقين وعلماء الغرب،، الرياض: مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات، 2002.

25. محمد حسين الصغير: المستشرقون والدراسات القرآنية، بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، 1986.

26. محمد عبد الغني حسن: عبد الله فكري (سلسلة أعلام العرب)، القاهرة: الدار المصرية للطباعة والنشر، (د.ت).

27. محمد عوني عبد الرؤوف، ببليوجرافيا المصادر العربية التي حققها المستشرقون أو قاموا بترجمتها، مجلة كلية اللسن، العدد الخامس، القاهرة: جامعة عين شمس، 2004

28. محمد غنيمي هلال، النماذج الإنسانية في الدراسات الأدبية المقارنة، القاهرة: دار نهضة مصر (د.ت).

29. ومصطفى نجيب فواز، بدايات اهتمام الغرب بالمشرق العربي، مجلة الفكر العربي، العدد الثامن والثمانون، بيروت: معهد الإنماء العربي، 1997.

30. ميجيل آسين، أثر الإسلام في الكوميديا الإلهية، ترجمة جلال مظهر، القاهرة: مكتبة الخانجي،1980.

31. ميشال جحا الدراسات العربية والإسلامية في أوروبا، بيروت: معهد الإنماء العربي 1982.

32. نجيب العقيقي، المستشرقون، ج 1، القاهرة: دار المعارف 1964.

33. ابن النديم (محمد بن اسحق ت 385هـ)، الفهرست، بيروت: دار المعرفة، 1978.

34. هنري غيز، بيروت ولبنان منذ قرن ونصف القرن، ترجمة مارون عبود ج2، بيروت 1950.



د. عبد الرؤوف خريوش*