A series of childhood problems and how to treat them
~ Theft ~
تعتبر فترة الطفولة أهم مرحلة في نمو الشخص نفسيا. فهي اللبنة الأساسية لتكوينه بصورة سليم و صحيح، لينتج عنها شخص مثالي و مستقل يستطيع مواجهة عقبات الحياة و صعوباتها بكل ثبات.
و لهذا فالطفولة لها أهمية قصوى في تكوين شخصية الإنسان و تأثر في بقية أيام حياته .
و في هذه السلسلة القيمة و التربوية سنعالج معا مشاكل الطفولة و البحث عن أسبابها و سبل معالجتها حال حدوثها. و قد شاهدنا و عشنا تجارب لبعض الآباء و الأمهات اللواتي تتعاملن مع هذه المشاكل بطريقة بدائية و خاطئة . و هذه المعاملات تؤثر سلبا على شخصية الطفل و تظهر نتائجها بشكل سلبي في مراحل متأخرة من عمره .
و قد تحرينا أصح طرق علاج هذه المشاكل و أنجعها، و التي من خلالها تمكنا من حلها دون أي تأثير سلبي على نفسية الطفل.
مفهوم السرقة
Concept of theft
مفهوم السرقة: فهي محاولة تملك شيء يحس الطفل أنه لا يملكه . و عليه يجب أن يدرك أن أخذ شيء ما، يتطلب إذنا مسبقا و معينا لأخذه أو تملكه ، و إلا أعتبر سرقة . و السرقة مفهوم غير واضح لدى الطفل ، لأنه لا يعي تماما مفهومها و أضرارها على شخصه و المجتمع و نظرة القانون و الدين و الأخلاق إليها . أما بالنسبة للكبار فالسرقة بمفهومها العام واضح و نعلم أبعادها و أضرارها و كذا أسبابها . و نعاقب كل من يقوم بها بالعقاب و الحكم الصحيح . و نستطيع تفادي أن نكون ضحية لها. و السرقة سلوك ذميم يقلق الآباء و الأمهات أكثر من غيرها من السلوكيات السيئة .
و يتعلم الطفل على أن السرقة عمل خاطئ ، إذا وصفها الأهل هذا السلوك بالخطأ و عاقبوا الطفل في حالة قام بممارستها باستمرار . و عليه يبدأ الطفل في بلورة مفهوم السرقة داخل عقله .
أسباب السرقة
إن الأطفال يسرقون لعدة أسباب ، و هم واعون بأنها لا تخصهم و تعود لغيرهم . و أسباب السرقة عديدة ، و نخص بالذكر :
- بعض الأسر يشعرون بالسعادة عندما يقوم ابنهم بسرقة شيء ما ، و كنتيجة لهذا الفعل يشعر الطفل بالسعادة و يستمر في عمله .
- بعض الأطفال يقومون بالسرقة لإثبات قوتهم أمام أصدقاء و رفقاء السوء ، و البعض منهم يشعر بمتعة هذا العمل ، و ربما يتنافسون في ذلك.
- بعض الأطفال يوجد لديهم نقص ما في بعض الأشياء ، و لذلك يضطر للسرقة كوسيلة لتعويض ذلك النقص ، و بعضهم تؤثر عليهم البيئة التي يعيشون بها و بالخصوص إذا كان كلا الوالدين أو أحدهما متوفى ، أو كان الأب مدمن على المخدرات أو يعيشون في فقر . و هذه العناصر تمهد الطريق للطفل للسرقة لارتفاع درجة إحساسه بالنقص في مثل هذه الظروف.
- و قد يذهب الطفل للسرقة رغبة في تقليد من هم أكبر منه سنا ، كالأب أو الأخ أو غيرهم ممن يعتبرهم قدوة له و يؤثرون على حياته.
- ربما يميل للسرقة لإخراج كبت يحس به بسبب ضغط معين، كالإحباط أو ازدياد طفل آخر.
طرق الوقاية
Methods of prevention
- تفعيل فكرة اعطاء مصروف ثابت للطفل ، يستطيع من خلاله أن يقتني به ما يشعر أن بحاجة إليه فعلا بدون إسراف و لا تبذير ، حتى لو كان هذا المصروف صغيرا في قيمته ، و لو كان مقابل عمل يؤديه في المنزل بعد دوام المدرسة ، و عليه يجب على الطفل أن يشعر بأنه سيحصل على النقود من أهله إذا احتاج لها .
- تلقين الطفل حق تملك الشيء ( الملكية ) حتى يشعر بحقه في ملك الأشياء التي تخصه فقط لا غير ، و تعليمه كيفية رد الأشياء التي استعارها لأصحابها من بعد أخذ إذنهم .
- القدوة الحسنة : يجب على الوالدين و من يكبرون الطفل سنا مثلا للأخلاق الحميدة . بمعاملته بإخلاص و صدق و أمانة ، و منه يتعلم الطفل المحافظة على أشيائه الخاصة و أشياء الآخرين.
- الإشراف و المراقبة المباشرة من طرف الأهل حتى لا يقوم الطفل بالسرقة ، و إن قام بها يتم معالجتها بسرعة لسهولة معالجتها في وقتها.
- بناء علاقة وثيقة بين الوالدين و الأبناء و تنميتها ، علاقات يطغى عليها و يسودها التفاهم و الحب و حرية التعبير حتى يتمكن الطفل من طلب ما يحتاج إليه بدون أي تردد أو تخوف من والديه .
- تجنب ترك أشياء ثمينة تغري الطفل و تشجعه على السرقة ، مثل النقود و غيرها من الوسائل التي تساهم بتسهيل عملية السرقة إذا اعترضت طريقهم.
- تعليم القيم و الأخلاق : فعلى الأهل أن يلقنوا أطفالهم العادات الجيدة و القيم البناءة ، و توعيتهم على أن الحياة للجميع و ليست للفرد ، و حثهم على المحافظة على أملاك الآخرين . و ليتبنى الطفل هذه المعايير يجب أن ينشئ في مناخ و جو يتسم بالقيم و الأخلاق الحميدة.
سبل العلاج
Methods of treatment
- السلوك الصحيح و المتوازن : يجب أن يقوم الأهل بما يرونه في صالح أبنائهم بمعالجة المشكل بتأني و بعقلية منفتحة . و ذلك بإعادة المسروقات لمالكها الأصلي مع الاعتذار منه .
- التصرف كفريق : عند حدوث فعل السرقة يجب على الوالدين البحث عن الخطأ و الأسباب التي جعلت الطفل يقوم بذلك السلوك ، سواء كان ذلك داخل أو خارج المنزل و التصرف على حله في حينه .
- فهم المشكل : علينا أن نفهم سبب قيام الطفل بذلك السلوك و دوافعه ، و قد يرجع ذلك إلى الحرمان المادي الذي يشعر به أو بسبب الحرمان العاطفي ( الحنان و الاهتمام من والديه أو ممن حوله ) . و قد يكون السبب لعدم إدراك الطفل للسرقة من مفهومها العام و الفرق بينها و بين الاستعارة من شخص ما. و بالتالي الفهم الصحيح للسبب ينتج عليه استنتاج الحل المناسب .
فإذا كان السبب اقتصاديا يتم إعطاء و تزويد الطفل ما يحتاجه من المال، و أما إن كان السبب حرمانا عاطفيا فيجب الاهتمام به و إعطاءه القدر الكافي من الوقت الواجب قضاءه معه. و قد يكون لعدم فهمه و هنا يجب التوضيح للطفل ما تعنيه السرقة و آثارها على الفرد و المجتمع. و شرح مفهومها و أوجه الاختلاف بينها و بين استعارة الأشياء من مالكيها بعد أخد إذنهم. و تجنب العقاب حتى لا يترتب عنه سلوك الكذب .
- مواجهة المشكل : معالجة و تقويم المشكل بجدية يؤدي حتما للحل السريع و المناسب و ذلك راجع لخطورة السلوك أو الفعل ، و عليه يتطلب معرفة سبب قيام الطفل بسرقة ممتلكات الآخرين ، و سؤاله عن ردة فعله و إحساسه إذا تعرض هو لذلك الفعل.
- على الوالدين عدم التصرف بعصبية مفرطة ، فلا يجب أن تعتبر أنها مصيبة حلت بالأسرة أو فشل لدى الطفل ، بل يجب اعتبارها حالة شاذة و خاصة يجب التعامل معها بعقلانية و معرفة سببها و إحسان طريقة حلها و معالجتها بدون مبالغة .
- مراقبة الأهل : فعلى الوالدين مراقبة سلوك أطفالهم كالسرقة و الكذب ، و كذا مراقبة أفعالهم و سلوكهم و ألفاظهم لأنهم قدوة و نموذج لأطفالهم. و يجب عدم إعطاء ألقاب لأبنائهم عند حدوث فعل السرقة ( كالسارق و المجرم ...) .
و أخيراً، يجب على الآباء أن لا يصابوا بصدمة نتيجة لسلوك السرقة عند أطفالهم. و أن لا يأخذوا في الدفاع عنه حتى لا ينتج عنه كذب الأطفال توافقا مع دفاع أهلهم عنهم. بل الوجب هو التعاون من أجل حل هذه المشكلة .