القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر المواضيع

الاستعمار وحركات التحرر في إفريقيا وآسيا : حركة عدم الانحياز ودورها في حركة التحرر





 الاستعمار وحركات التحرر في إفريقيا وآسيا 

 حركة عدم الانحياز ودورها في حركة التحرر

Colonialism and liberation movements

 in Africa and Asia 

The Non-Aligned Movement and its role in the liberation movement 

ظروف ظهور حركة عدم الانحياز

برز الصراع الإيديولوجي بين الشرق الاشتراكي والغرب الرأسمالي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بزعامة كل من الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الأمريكية التين خرجتا منتصرتين منها. وازداد التكالب بين القوى العظمى في أوربا وأمريكا، على كسب مناطق النفوذ والمتمثلة في أراضي البلدان الضعيفة، ومحاولة جلبها إلى الأحلاف.

 

في هذه الظروف كان لا بد لهذه الشعوب الصغيرة أن تستيقظ بإبداء رغبتها في أن تعيش في سلام بعيدة عن كل صراع، وأن تعيش لترقية شعوبها وإخراجها من التخلف في مختلف القطاعات. وبعد إعداد وتشاور بين بعض الدول الأسيوية، حول عقد اجتماع لدراسة أوضاعها؛ اجتمعت 29 دولة إفريقية وأسيوية في مدينة باندونغ بإندونيسيا من 18 إلى 24 أبريل سنة 1955.

 

جمع المؤتمر مناطق مختلفة سياسيا واقتصاديا، تحرر بعضها ولم يتحرر بعضها الآخر من الوصاية الأجنبية. كان قاسمها المشترك هو أنها دول متخلفة خرجت من الاستعمار مؤخرا، وهي تعيش نقصا في التغذية والصحة وانتشارا للأمية وتضخما في السكان. قاست أنواعا من الظلم والميز العنصري والديني خلال عهود طويلة.

 

وبعد مداولات بين الحاضرين توصل المؤتمرون إلى إصدار عدة قرارات أهمها المبادئ العشر، التي جرى اتخاذها فيما بعد كأهداف ومقاصد رئيسية لسياسة عدم الانحياز وهي:

1-احترام حقوق الإنسان الأساسية، المتطابقة مع أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

2-احترام سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها.

3-إقرار مبدأ المساواة بين جميع الأجناس، والمساواة بين جميع الدول، كبيرها وصغيرها.

4-عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى أو التعرض لها.

5-احترام حق كل دولة في الدفاع عن نفسها، بطريقة فردية أو جماعية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.

6- عدم استخدام أحلاف الدفاع الجماعية لتحقيق مصالح خاصة لأيّ من الدول الكبرى. وعدم قيام أي دولة بممارسة ضغوط على دول أخرى.

7-الامتناع عن القيام، أو التهديد بالقيام، بأي عدوان، والامتناع عن استخدام القوة ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة.

8-الحل السلمي لجميع الصراعات الدولية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.

9-تعزيز المصالح المشتركة والتعاون المتبادل.

10-احترام العدالة والالتزامات الدولية.

وبهذا يعتبر مؤتمر باندونغ اللبنة الأولى لحركة عدم الانحياز من أجل إقامة علاقات جديدة بين الأجناس المختلفة التي فرق بينها الاستعمار فترة طويلة.

 

بروز حركة عدم الانحياز 

انعقد مؤتمر باندونغ باسم البلدان الأفرو-أسيوية، وبعد ستة أعوام تم تأسيس حركة دول عدم الانحياز على أساس جغرافي أكثر اتساعًا، وقد دام الاجتماع من أول إلى 6 سبتمبر سنة 1961، في بلغراد بيوغوسلافيا بحضور 25 دولة.[1]

لقد أنشئت حركة عدم الانحياز وتأسست إبّان انهيار النظام الاستعماري، ونضال شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية من أجل الاستقلال. وكانت جهود الحركة، منذ الأيام الأولى لقيامها، عاملاً أساسيًا في عملية تصفية الاستعمار، والتي أدت لاحقًا إلى نجاح كثير من الدول والشعوب في الحصول على حريتها وتحقيق استقلالها، وظهرت دول جديدة ذات سيادة.

 وكان رؤساء بعض الدول أو الحكومات في ذلك الوقت، قد قاموا بدور بارز في تلك العملية، منهم: جمال عبد الناصر من مصر وكوامي نكروما من غانا، وجواهر لال نهرو من الهند، وأحمد سوكارنو من أندونيسيا، وجوزيف بروز تيتو من يوغوسلافيا، الذين أصبحوا، فيما بعد، الآباء المؤسسين للحركة ورموز قادتها.

إن الفكرة من وراء إنشاء الحركة هو صياغة مواقفها بطريقة مستقلة، بحيث تعكس مواقف الدول الأعضاء فيها. وعلى هذا، ركزت الأهداف الأساسية لدول حركة عدم الانحياز، على تأييد حق تقرير المصير، والاستقلال الوطني، والسيادة، والسلامة الإقليمية للدول؛ ومعارضة الفصل العنصري، وعدم الانتماء للأحلاف العسكرية المتعددة الأطراف، وابتعاد دول حركة عدم الانحياز عن التكتلات والصراعات بين الدول الكبرى، والكفاح ضد الاستعمار بكافة أشكاله وصوره، والكفاح ضد الاحتلال، والاستعمار الجديد، والعنصرية، والاحتلال والسيطرة الأجنبية، ونزع السلاح، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، والتعايش بين جميع الدول، ورفض استخدام القوة أو التهديد باستخدامها في العلاقات الدولية، وتدعيم الأمم المتحدة، وإضفاء الطابع الديمقراطي على العلاقات الدولية، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإعادة هيكلة النظام الاقتصادي العالمي، فضلا عن التعاون الدولي على قدم المساواة.


دور حركة عدم الانحياز في حركة التحرر


منذ بداية قيام الحركة، بذلت دول عدم الانحياز جهودًا جبارة لضمان حق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال والسيطرة الأجنبية، والواقعة تحت سياسة الميز العنصري في ممارسة حقها الثابت في تقرير المصير والاستقلال.

كما لعبت -إبّان عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن العشرين- دورًا أساسيًا في الكفاح من أجل إنشاء نظام اقتصادي عالمي جديد، يسمح لجميع شعوب العالم بالاستفادة من ثرواتها ومواردها الطبيعية، ويقدم برنامجًا واسعًا من أجل إجراء تغيير أساسي في العلاقات الاقتصادية الدولية، والتحرر الاقتصادي لدول الجنوب، وبخاصة منذ مؤتمر الجزائر سنة 1973.

وقد ضمت الحركة عددًا متزايدًا من الدول وحركات التحرير التي قبلت المبادئ التي قامت عليها الحركة وأهدافها الأساسية، وأبْدَت استعدادها من أجل تحقيق تلك المبادئ والأهداف. وبرهنت الحركة على قدرتها على التغلب على خلافاتها العديدة التي يعُود الكثير منها إلى رواسب الفترة الاستعمارية، وأوجدت أسسا تفضي إلى التعاون المتبادل وتعضيد قيمها المشتركة.


وقد تبلورت أهداف الحركة في القمم التي عقدت تباعا، منها

1ـ مؤتمر بلغراد (1961) الذي أكد على حق تقرير المصير والتخلص من القواعد العسكرية الأجنبية.

2ـ مؤتمر القاهرة (1964) الذي دعا إلى دعم حركات التحرر الوطني والتعاون الاقتصادي بين دول الحركة.

3ـ مؤتمر لوساكا بزامبيا (1970) الذي شدد على السلم العالمي وتسريع التنمية الاقتصادية في دول الحركة.

4ـ مؤتمر الجزائر (1973) الذي حضرته 79 دولة: وقد أيد الحركات التحررية وأوصى بدراسة التنمية الاقتصادية بدول العالم الثالث.

5-مؤتمر كولومبو بسيريلانكا: (1976) الذي دعا إلى تجديد فعالية ونشاط حركة عدم الانحياز لتكون قادرة على مواجهة الإمبريالية والاستعمار بأشكاله المختلفة الجديد والقديم.

6ـ مؤتمر هافانا (1979) الذي شدد في بيانه على: "تحقيق الاستقلال الوطني والسيادة ووحدة الأراضي وأمن الدول غير المنحازة في كفاحها ضد الإمبريالية والاستعمار بنوعيه القديم والجديد والقضاء على التمييز العنصري وكل أشكال التدخل الأجنبي، وتعزيز التضامن بين شعوب العالم الثالث".

وتوالت بقية المؤتمرات، مدافعة عن مصالح دول العالم الثالث والعمل على تحررها من الاستعمار القديم والجديد، وهي على الشكل التالي:

7-مؤتمر نيودلهي(الهند): (1983(.

8-مؤتمر هراري (زيمبابوي): (1986(.

9-مؤتمر بلغراد (يوغوسلافيا): (1989(.

10-مؤتمر جاكرطا (اندونيسيا) (1992(.

 11-مؤتمر قرطاجنة (كولومبيا) (1995(.

12- مؤتمر ديربان (جنوب إفريقيا) (1998(.

 13-مؤتمر كوالالمبور(ماليزيا) (2003(.

14-- مؤتمر هافانا (كوبا) (2006(.

 15-مؤتمر شرم الشيخ (مصر) (2009(.

16- مؤتمر طهران (ايران). (2012(.

17-مؤتمر مارغريتا (فنزويلا) (سبتمبر 2016(

18-باكو (أذربيجان) (2019(

 

وبعد انهيار المعسكر الشرقي، دخل العالم مرحلة جديدة هي عصر الأحادية القطبية بقيادة الولايات المتحدة، وانهارت معه إحدى الركائز التي قامت عليها حركة عدم الانحياز التي كانت تسعى للنأي بعيدا عن الثنائية القطبية.[2]

 

[1] هي : أفغانستان ،الجزائر ،واليمن،والمغرب، وميانمار، وكمبوديا، وسريلانكا، والكونغو، وكوبا، قبرص، ومصر، وإثيوبيا، وغانا،وغينيا، والهند، واندونيسيا، والعراق، ولبنان، ومالي، ، ونيبال، والمملكة العربية السعودية، والصومال، والسودان، وسوريا، وتونس، ويوغوسلافيا.

[2] الأعضاء السابقون، هم دول انضموا للمنظمة ثم انسحبوا منها، من دون أسباب محددة، هذه الدول هي:


يوغوسلافيا، من الدول المؤسسة، انسحبت في عام 1992.

قبرص، من الدول المؤسسة، انسحبت في عام 2004.

الأرجنتين، انضمت في عام 1973، انسحبت في عام 1991.

مالطا، انضمت في عام 1973، انسحبت في عام 2004.

أوكرانيا، انضمت في عام 2010، انسحبت في عام 2014.

المراقبون في حركة عدم الانحياز:

هناك بلدان ومنظمات حملت صفة عضو مراقب في الحركة، وهي تحضر مؤتمرات الحركة لكنها لا تمتلك حق التصويت:

هناك بلدان ومنظمات حملت صفة عضو مراقب في الحركة، وهي تحضر مؤتمرات الحركة لكنها لا تمتلك حق التصويت:الدول: الأرجنتين، أرمينيا، البوسنة والهرسك، البرازيل، الصين، كوستاريكا، السلفادور، كازاخستان، قرغيزستان، المكسيك، الجبل الأسود، باراغواي، صربيا، طاجيكستان، أوروغواي.

المنظمات، الاتحاد الأفريقي، منظمة تضامن الشعوب الأفرو-آسيوية، جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الإسلامي، مجلس السلم العالمي، منظمة الأمم المتحدة.