القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر المواضيع

الشعر العربي الحديث : مميزات الشعر العربي في عصر الانحطاط ومظاهره

  


الشعر العربي الحديث

مميزات الشعر العربي في عصر الانحطاط ومظاهره

Modern Arabic poetry: The characteristics and manifestations of Arabic poetry in the era of decadence


مدخل إلى الأدب العربي الحديث

يقصد بالأدب العربي الحديث، كل شعر أو نثر كتب في بداية عصر النهضة العربية الأدبية منذ بداية حملة نابليون بونابرت على مصر سنة  1798م وانتهاء بآخر قصيدة كتبت في العصر الحديث.

علما أن أي نص نثري أو أي قصيدة تمر عيها خمسون سنة تدخل في عداد الأدب الحديث، وهذا هو الفرق بين الأدب الحديث والمعاصر؛ علما أن الأدب المعاصر  بدأ منذ أربعينات القرن الماضي. حيث ظهر نوع جديد من الشعر يختلف عن القديم والحديث شكلا ومضمونا هو اصطلح على تسميته بشعر التفعيلة أو الشعر الحر الذي ظهر على يد كل من نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وغيرهما ممن عاصرهما من كافة البلاد العربية.

مميزات الشعر العربي في عصر الانحطاط ومظاهره

أغلب النقاد والدارسين ومؤرخي الأدب العربي، يتفقون على مرحلة قاتمة من تاريخ الأدب العربي مر بها وهي مرحلة الانحطاط الأدبي أو ما يسمى بعصر النكسة الأدبية أو عصر الضعف الأدبي.

وقد أصبح أدبنا في هذه المرحلة منحطا، ومعانيه تافهة ومواضيعه لا تحمل أي قيمة إنسانية، ولا تهتم بالواقع الاجتماعي الذي عاشته الشعوب العربية. وقد كانت هذه الشعوب تعيش تحت وطأة حكم الأتراك الذين كبلوا السكان وقيدوا حرياتهم، وفرضوا عليهم الضرائب والإتاوات، والأدهى أنهم فرضوا اللغة التركية في كل المؤسسات والمرافق الاجتماعية وفي الإدارات العامة.

وكان الأتراك يجهلون اللغة العربية ولا يحبذونها إطلاقا، ولا يهتمون بالأدب العربي شعرا ونثرا ولا يشجعون الكتاب إطلاقا؛ لانهم كانوا لا يكترثون باللغة العربية، ولا يعترفون إلا بلغتهم التركية.

ويضاف إلى هذا كله، ضياع الكثير من الكتب العربية بسبب هجومات المغول والتتار

ورغم هذه الظروف السياسية المضطربة، فقد كان الأدب العربي موجودا في عهد الانحطاط؛ لكنه تميز بعدة مظاهر نجملها في ما يلي:

ــ جهل الحكام الأتراك للغة العربية وعدم فهمهم للشعر نجم عنه قلة تشجيع هؤلاء الحكام  للشعراء والأدباء.

ـــ مواضيع القصائد العربية لا تخرج عن استعادة ذكرى ميلاد أو وفاة بعض السلاطين العثمانيين.

ـــ محاولة التأريخ  لبعض الحوادث أو الوقائع التركية.

ـــ كثرة الأحاجي والألغاز في الشعر العربي في هذه الفترة وغياب المعاني الإنسانية الراقية. كقول أحد الشعراء:

ما اسم تراه في النهار كاسدا إذ لا احتياج… وإن طرحت الربع منه في الدجى تلقاه راج؟

هذا لغز وحله كلمة: سراج وربعها س.

ـــ الاعتماد على ظاهرة حساب الجمل في الشعر، وإنهاء القصائد بمجموعة من الحروف، وعندما نعطي لكل حرف رقما نتحصل على سنة معينة تخص الأتراك أو شخصياتهم البارزة.

ــ الاهتمام بالزخرف اللفظي وكثرة المحسنات البديعية في الشعر والنثر معا.

ــ تميز القصائد بالركاكة والضعف الأدبي.

ــ الميل لكتابة مقطوعات قصيرة بدل القصائد الطوال إلا في القليل.

ــ استعمال الكلام الصريح اليومي والكلمات العامية

ــ وصف الأشياء المألوفة في المجتمع وصفا سطحيا دون الغوص في جوهرها.

ــ الميل لشعر الزهد وانتشاره بكثرة كرد فعل على بعض الشعراء الذين غرقوا في شعر المجون والخمريات

ــ كثرة المدائح النبوية وتكرار مواضيعها.

وظل الشعر العربي آنذاك بهذه المواصفات، وكثر في الزخرف والاهتمام بالجانب الشكلي على حساب المضمون، وكان الشعر في هذه الفترة قليلا، ولم يخرج عما ذكرنا آنفا.

ونجمل القول بأن الأدب ضعف وانحط نثرا وشعرا؛ فالنثر اقتصر على الرسائل الإخوانية والكتابات الديوانية والأدب العلمي. أما الشعر فتمثل في بعض الأغراض الشعرية مثل الفخر والمديح، وغالبا ما كان موجها لشخصيات مرموقة في الحكم.