القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر المواضيع

فقه اللغة : مفهوم فقه اللغة عند القدامى و المحدثين، نشأة فقه اللغة ، موضوعات و مجالات فقه اللغة


 

فقه اللغة

مفهومه عند القدامى و المحدثين، نشأته ، موضوعاته و مجالاته

Philology 

its concept among the ancients and moderns, its inception, its topics and fields



مفهوم و تعريف فقه اللغة 

كلمة فقه من الناحية اللغوية تعني العلم بالشيء والفهم له ، والفطنة . ففقه اللغة على هذا الأساس يعني فهم اللغة، أو العلم بحقائقها أو الفطنة إلى أسرارها.

وفقه اللغة من الناحية الاصطلاحية هو البحث في ظواهر اللغة المختلفة ، ودراسة قوانينها وأسرار تطورها ونموها ، والوقوف على تاريخها ومراحل سيرها ، ومحاولة وصفها ، والتعليل لما يمكن من أحكامها .

وعبارة  " فقه اللغة " مصطلح عربي خالص ، لا يعرفه الغربيون في لغاتهم ، وقد شهد استعماله بعض الغموض في دلالته . وإن كان بعض المحدثين فهمه على أنه ترجمة للفظة   philologie    الفرنسية و  الانجليزية    philology .


فقه اللغة عند القدامى


بدأ هذا الفرع في التراث العربي تحت اسم (اللغة) فكان العلماء يفرقون بين ما يسمونه (العربية) وما يسمونه (اللغة) ، فكانوا يقولون مثلا : كان فلان متقدما في العربية متبحرا في اللغة ، أو كان الخليل إماما في العربية واللغة ، ويقصدون بهما "النحو" و"فقه اللغة"على نحو ما نعرفهما في زماننا.

وكان الغالب على موضوع اللغة ما يعرف باسم المتن ، والمقصود به مفردات اللغة ، وما يختلف عليها من ظواهر ، وما تدل عليه من المعاني . ويدخل في ذلك استعمال الكلمات في حقول معينة مما تشتمل عليه البيئة العربية الصحراوية ، سواء أكانت هذه الحقول ظواهر طبيعية ، كالأنواء والسحاب والغيث والمطر، أم نباتية ، كالنبات والنخيل والشجر والكرم ، أم حيوانية كالإبل والشاء والخيل ، وهلم جرا. وربما دخل تحت ذلك الغريب كما في "غريب اللغة" لابن قتيبة ، و" نظام الغريب "  لعلي بن عيسى الربعي ، و " مفردات غريب اللغة  "  للراغب الأصفهاني ، ونحوها. بل ربما دخل الترادف والتضاد ، والمشترك اللفظي والفروق، وأنواع المعاجم تحت هذا الاسم. وأطلقه البعض على دراسة الأصوات العربية على نحو ما تبدو في  " سر صناعة الإعراب " لابن جني ، و " في أسباب حدوث الحروف " لابن سينا ، وفي " النشر في القراءات العشر"لابن الجزري، وبعض مباحث " المزهر" للسيوطي. ولم يطلق على هذه الدراسة اسم  " فقه اللغة " إلا في القرن الرابع الهجري ، ولعل أول تسجيل لهذه التسمية كان في عنوان كتاب أحمد بن فارس " الصاحبي في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها ".




 

فقه  اللغة عند المحدثين


لقد تخصص مصطلح فقه اللغة لدى الدارسين المحدثين باللغة العربية دون سواها من اللغات ، فهو فقه اللغة العربي تفريقا له عن مصطلح آخر هو علم اللغة الذي تخصص لديهم بدراسة ظواهر اللغات وقضاياها عموما. وقد يطلقه البعض على الدراسة المقارنة للغة العربية واللغات السامية ، كما في كتاب " اللغات السامية " لثيودور نولدكه ، و " تاريخ اللغات السامية " لإسرائيل وَلْفنْسُونْ ، و كتاب " الأساس في الأمم السامية ولغاتها" و " قواعد العبرية وآدابها " للعناني والأبراشي  ومحرز ، ولهم أيضا كتاب " المفصل في قواعد اللغة السريانية وآدابها " و" الموازنة بين اللغات السامية".

ويطلقه آخرون على مقارنة الألفاظ الفصيحة وغير الفصيحة سواء أكانت من لهجات قبلية قديمة أم من لهجات عامية حديثة . ويطلقونه أيضا على دراسة اللهجات العربية على نحو ما نرى في كتاب " اللهجات العربية " لإبراهيم أنيس ، و " القراءات واللهجات " لعبد الوهاب حمودة ، وكتاب " العربية دراسات في اللغة واللهجات والأساليب " ليوهان فك وغير ذلك.




موضوعات فقه اللغة


فقه اللغة علم غير مضبوط يهتم بالملاحظات ولا يهتم بالقواعد والأقيسة ، فهو يتناول الألفاظ (المتغيرات ) بذواتها ولا حاجة به إلى الأفكار الثابتة ، وبناء النماذج الهيكلية ، فموضوعه الكلمات المفردة يحصيها ويدرسها من حيث علاقة اللفظ باللفظ ، وعلاقة اللفظ بالمعنى ، وعلاقة اللفظ بالاستعمال.فهو يبحث عن الفوارق اللغوية الناتجة عن التعارض بين الوضع والاستعمال ، وما يترتب على ذلك من التفريع الدلالي وتشعبات المعاني ، فهي دراسة تتعرض للمفردات بصفة خاصة من حيث تنوع معانيها ، إما بتنوع تصورات الأشخاص بصفة عامة ، وإما بتنوع استعمالها اللهجي أو الاصطلاحي وحتى البلاغي أحيانا . قال ابن خلدون:« لما كانت العرب تضع الشيء لمعنى على العموم ثم تستعمل في الأمور الخاصة ألفاظا أخرى خاصة بها  فرق ذلك عندنا بين الوضع والاستعمال ، واحتاج الناس إلى فقه  في اللغة عزيز المأخذ . كما وضع الأبيض بالوضع العام لكل ما فيه بياض ، ثم اختص ما فيه بياض من الخيل بالأشهب ، ومن الإنسان الأزهر، ومن الغنم بالأملح ، حتى صار الأبيض في هذه كلها لحنا وخروجا عن لسان العرب» المقدمة 1062 

وعلى هذا فإن فقه اللغة عند العرب هو امتداد وفرع لعلم اللغة أو علم متن اللغة الذي يدرس الموضوعات اللغوية ، أي ما وضع من الألفاظ المعينة السماعية . 



 السلسلة متجددة

تاريخ تدوين اللغة وتأليف المعاجم عند العرب

 التعبير الشفوي :  أهمية  التعبير الشفوي ، مفهوم التعبير-  الشفوي وأنماط  التعبير الشفوي

 نشأة اللغة بين النظرية الوضعية الاصطلاحية والنظرية التوقيفية

فقه اللغة - علاقة اللفظ باللفظ : اللغات السامية، اللغات الحامية واللهجات العربية

فقه اللغة - علاقة اللفظ بالمعنى : المعنى الجرسي - المحاكاة و التأليف -

فقه اللغة - علاقة اللفظ بالمعنى : المعنى العرفي أو المعجمي - رسائل الموضوعات، الترادف و المشترك اللفظي -