القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر المواضيع

نشأة المدارس النحوية ، تطورها و الفرق بينها - أعلامها و أهم مؤلفاتهم -


  


 نشأة المدارس النحوية ، تطورها و الفرق بينها

- أعلامها و أهم مؤلفاتهم -


 تعريف النحو

لغةً: أصل النّحو في اللّغة القصد ،وهو ضدّ اللّحن ،يقال  نحوت نحوه أي قصدت قصده ،ونحو الطريق ،ونحو الجهة،ونحو المثل ،ونحو المقدار ،ونحو النوع ، وجمعه أنحاء ،ونُحُوٌّ .(المعجم الوسيط )

اصطلاحا:

ـــ العلم بالقواعد التي يعرف بها أحكام أواخر الكلمات العربية في حال تركيبها ،من الإعراب والبناء،وما يتبع ذلك  .(التُّحفة السنية)

ــ علم يبحث فيه عن أواخر الكلم إعرابا وبناءً .( النُّقاية ،للسيوطي)

فائدة النحو:

      معرفة صواب الكلام من خطئه ليحترز به عن الخطأ في اللسان .

غاية النحو :

      الاستعانة على فهم معاني كلام الله ،ورسوله الموصل إلى خيري الدنيا والآخرة ،فلهذا وجب معرفته ليتوصل به إلى معرفتهما ،والأَولى تقديمه في الطلب على سائر العلوم لأن الكلام بدون النحو لا يفهم حق الفهم ،وقد لا يفهم أصلا إلا به .( المتمّمة للحطّاب)

حكمه :

     فرض كفاية ،وقد يكون فرض عين .

سبب تسمية هذا العلم بالنحو وأول واضع له:

     رُوي أن عليا ــ رضي الله عنه ــ لما أشار على أبي الأسود الدُّؤَلي أن يضعه ،قال له بعد أن علّمه الاسم ما أنبأ عن المسمّى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمّى ،والحرف ما أنبأ عن معنى في غيره ،الرفع للفاعل وما اشتبه به، والنصب للمفعول وما حمل عليه ،والجر للمضاف وما يناسبه ،اُنْح هذا النَّحو يا أبا الأسود ،فسُمِّي بذلك تبركا بلفظ الواضع .( نزهة الألّبّاء في طبقات الأدباء لابن الأنباري  )

     ذكر السّيرافي اختلاف الناس حول أول من وضع النحو ،وأكثر الناس على أنه أبو الأسود الدُّؤلي،واختلف الناس أيضا في سبب وضعه للنحو ،قال بعضهم إنّه سمع رجلا يقرأ قوله تعالى " ... أنّ الله بريء من المشركين ورسولِه .." فقال ما كنت أظنّ أنّ أمر النّاس صار إلى هذا ؟ فرجع إلى زياد(1) فقال : أنا أفعل ما أمر به الأمير،وذلك بعد رفضه مِن قبلُ فعل ذلك ........

      ويقال أيضا إن ابنته قالت له يوما يا أبت ،ما أحسنُ السماء ،قال أيْ بنيّة ،نجومُها .قالت لم أُرِدْ ،أيّ شيء منها أحسن ؟ إنما تعجبت من حسنها ،قال إذاً قولي ما أحسنَ السماءَ ؛فحينئذ وضع كتابا .(أخبار النحويين البصريين )

بدايات اللّحن، ولحن الخّواص 

     يروى أن الرسول ـــ صلى الله عليه وسلم ــ سمع رجلا يلحن في كلامه ،فقال " أرشدوا أخاكم فإنه قد ضلّ".(كنز العمال في سنن القوال والافعال للبرهان فوري)

     رووا أن أحد ولاة عمر بن الخطاب كتب إليه كتابا به بعض اللّحن ، فكتب إليه عمر : "أنْ قنِّع كاتبك سوطا " .( الخصائص ،ابن جني )

     غير أن اللحن في صدر الإسلام كان لا يزال قليلا نادرا ،وكلما تقدمنا منحدرين مع الزمن اتسع شيوعه على الألسنة ،وخاصة بعد تعرب الشعوب المغلوبة التي كانت تحتفظ ألسنتها بكثير من عاداتها اللغوية ،ممّا فسح للتحريف في عربيتهم التي كانوا ينطقون بها ،كما فسح للتحريف وشيوعه .كما تـأثرت سليقة العرب حين تمصروا ، وضعفت لبعدهم عن منابع الفصاحة ،حتى الخاصة من فصحائهم كما تكشفه لنا الرواية التالية. (2)

     قال ابن سلاّم : أخبرني يونس بن حبيب ،قال الحجاج لابن يعمر : أتسمعني ألحن ؟ قال : الأمير أفصح الناس ـــ قال يونس وكذلك كان، ولم يكن صاحب شعر ـــ قال : تسمعني ألحن ؟ قال حرفا ، قال أين ؟ قال: في القرآن ،قال ذلك أشنع !فما هو ؟ قال تقول : قل إِنْ كانَ آباؤُكم وأبناؤُكم إلى قوله عزّ وجَلَّ أحبَّ " فتقرؤها: أحبُّ بالرفع، والوجه أن تقرأ بالنصب، على خبر كان، قال: لا جرم لا تسمع لي لحناً أبداً؛ فألحقه بخراسان، وعليها يزيد بن المهلب، قال: فكتب يزيد إلى الحجاج: إنا لقينا العدو، فمنحنا الله أكتافهم، فأسرنا طائفةً، وقتلنا طائفةً، واضطررناهم إلى عرعرة الجبل، وأثناء الأنهار. فلما قرأ الحجاج الكتاب قال: ما لابن المهلب ولهذا الكلام ! حسداً له، فقيل له: إن ابن يعمر هناك، فقال: فذاك إذاً !.. (طبقات فحول الشعراء)

     كما ازداد اللحن في أبناء العرب ،الذي تركوا سكنى البادية وأكثروا من مخالطة العجم ،فضاعت الفصاحة من ألسنتهم ،كالذي عرف عن الوليد بن عبد الملك من كثرة اللحن ،كما تأثر كثير منهم بأمهاتهم الأعجميات .(3)

 

مدارس النّحو

1. البصريون

  نسبة إلى البصرة ،وهم أول من تكفل بعلم النحو، وأول واضعي أسس البحث فيه،وحددوا معالمه ، كما يقول محمد بن سلاّم الجمحي :" وكان لأهل البصرة في العربية قُدمة ، وبالنحو ولغات العرب والغريب عناية ،وكان أوّل من أسّس العربية ،وفتح بابها ،وأنهج سبيلها ،ووضع قياسها:أبو الأسود الدُّئِلي (توفي سنة 69)،وهو ظالم بن عمرو بن سفيان .......وكان رجل أهل البصرة ،وكان ممّن أخذ عنه يحي بن يعمر (توفي سنة 129 ). (طبقات فحول الشعراء ج1  ص 12)

     كان من تلاميذ أبي الأسود أيضا نصر بن عاصم( ت 89 ه )، وعبد الرحمن بن هرمز، وعنبسة الفيل،وميمون الأقرن،وكانوا من قراء الذّكر الحكيم .(المدارس النحوية)

     ثمّ كان من بعدهم عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي ،وكان أول من بعج النحو ،ومدّ القياس وشرح العلل ،وكان معه أبو عمرو بن العلاء ،ثمّ كان الخليل بن أحمد الفراهدي .

     قال ابن النديم :" إنما قدمنا البصريين أولا لأن علم العربية عنهم أخذ " ) الفهرست (

     أوائل النحاة([4]) :

      الأصل في كل علم أن تبدأ فيه نظرات متناثرة هنا وهناك ،ثمّ يتاح له من يصوغ هذه النظرات صياغة علمية تقوم على اتخاذ القواعد وما يُطوى فيها من أقيسة وعلل .( المدارس النحوية 18 )

  •  ابن أبي إسحاق الحضرمي: ( المتوفى سنة 117 ه )،وهو أول نحويّ بصري حقيقي ،وجدت لديه طلائع علم النحو ،وهو من القرّاء ،وكذلك كان تلاميذه ممّن سيلي ذكرهم .وكان كثيرا مايخطّيء الفرزدق في بعض أشعاره ،لعدم اطرادها مع القواعد ،تحكيما للقياس ؛ ولم يؤْثر عنه أنه ألّف كتابا في النّحو،بل اكتفى بما كان يلقيه من المحاضرات والإملاءات على تلاميذه .( المدارس النحوية)
  •  عيسى بن عمر الثقفي :(المتوفى سنة 149ه) ،كان أهم تلاميذه،وكان كأستاذه كثيرا ما ينتقد كبار الشعراء ،حتى ولو كانوا من العصر الجاهلي كالنابغة الذبياني(5) ،وكما كان يخالف جمهور القرّاء في مثل قوله تعالى:" هؤلاء بناتي هنّ أطهرَ لكم " ،يقرؤها بالنصب على الحال ،وكان يتوسع في تقدير العوامل المحذوفة،وهو الذي رسخها في فكر الخليل والنحاة من بعده .

مؤلفاته: اشتهر منها "الجامع" و " الإكمال "

يقول فيه الخليل:

               ذهب النّحوُ جميعا كلُّـــه   ...  غير ما أحدث عيسى بنُ عمــر

               ذاك إكمال وهذا جامـــع ...  فيهما للناس شمس وقمـــــر

  • أبو عمرو بن العلاء المازني : ( 70 ـــ 154 ه )،ولد بمكة وعاش بالبصرة؛تلمذ لابن أبي إسحاق إلا أنّه لم يعن بالنحو وحده ،بل زاد إلى ذلك اهتماما بالقرآن ـــ وهو من القراء السبعة ــ،واللغة والغريب والشعر،وقد نقلت عنه آراء في النحو،قال فيه ابن جني :كان ممّن نظروا في النحو والتصريف وتدربوا وقاسوا .(6)

    يقول شوقي ضيف لم يكن نحويّا بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة ،إنما كان لغويا ،ورَاوِيا ثقةً من رواة الشعر القديم،إذ كان قد سمع عن العرب وأكثَر من السماع.

    لهذا السبب لم يكن يروي عنه سيبويه ،ولا عن تلاميذه شيئا مُهمّا في النّحو،بل كان يروي عنه شيئا من شواهد الشّعر بواسطة تلميذه يونس بن حبيب .

  • يونس بن حبيب :( 94 ه ـــ 182 ه ) تَلْمذ لابن أبي إسحاق ،واختلف إلى حلقات عيسى بن عمر،ولزم أبا عمرو،ورحل إلى البادية وسمع عن العرب كثيرا؛ وقد انفرد بآراء خالف فيها الخليل وسيبويه.( المدارس النحوية 29 )
  • الخليل بن أحمد الفراهدي :( 100 ه ـــ 175 ه) ،ابن أحمد ،من أزد عُمان ،قال فيه ابن المقفع " عقله كان أكثر من علمه "،وبمثل هذا العقا استطاع أن يضع قوانين في النحو والصرف ،ويكتشفها اكتشاف الماهر البصير بمخبئات الأمور،وهو وإن لم يترك في ذلك كتابا،إلا أن علمه استحفظه سيبويه،وكان أمينا حين ضمّنه الكتاب،وعبّر العلما عن هذا بعبارات شتّى ،كقول ثعلب "الأصول والمسائل في الكتاب للخليل "،وقال أبو الطيب اللغوي :" عقد سيبويه كتابه بلفظه ولفظ الخليل " .

      يقول شوقي ضيف :حقا سبقت خليل في النحو والتصريف خطوات مهمة ،وخاصة عند ابن أبي إسحاق وعيسى بن عمر ،ولكن من الحق أيضا أنه هو الذي رفع قواعدهما وأركانهما وشاد صرحهما وبناءهما الضحم ،بما رسم من مصطلحاتهما وضبط من قواعدهما ،وبما شعب من فروعهما .......(7)

  •                   سيبويه : عمرو بن عثمان بن قنبر، (توفي سنة 180 ه ) ،التحق في أول أمره بحلقة حماد بن سلمة بن دينار،المحدث المشهور،ولما لفت إلى لحنه في الحديث،عزم على أن يلزم حلقات النحويين ،فكان منه ما كان، تلمذ لعيسى بن عمر،والأخفش الكبير،وويونس ابن حبيب ،واختص بخليل ،وهو الذي نقل عنه التراث النحوي الذي ضمّنه "الكتاب"
  •     قطرب: محمد بن المستنير ،بصري المولد والمرْبى،لزم سيبويه ،توفي سنة 206 ه ،مؤلفاته : كتاب "العلل"في النحو،وكتاب "الاشتقاق" في الصرف،إلى جانب كتب في اللغة ،وإعراب القرآن، وفي غريب الحديث .
  •     الجَرمي: أبو عمرو صالح بن إسحاق،لم يلق سيبويه ،وإنما لزم الأخفش ،وأخذ عنه كل ما يملك،وهو الذي أشاع الكتاب بين الناس بعد أن كا حبيسا عند الأخفش ،وكانت له عناية فائقة بكتاب سيبويه ،وله كتب في الفن ، كان لسنا ناظر الفراء،وله أراء خالف فيها شيوخه.توفي سنة 225ه .
  •                أبو عثمان المازني : أبو بكر بن محمد بن بقية من بني مازن ،من أهل البصرة،وكان رفيق الجرمي،تلمذ للأخفش،ولما أن توفيا صار بعدهما عَلَم البصرة المفرد في النحو والصرف ،والراجح أنه توفي سنة 249 ه
  •             المبرِّد:محمد بن يزيد الأزدي،إمام نحاة البصرة  لعصره ،وأحد أبرز تلاميذ المازني ،كما كان قبلُ ملازما للجرمي حتى توفي ، (ولد سنة 210ه)،وهو آخر أئمة المدرسة البصرية المهمين ،يقول عنه الأزهري في مقدمة تهذيبه :"كان أعلم الناس بمذاهب البصريين في النحو ومقاييسه ." ،وله مصنفات كثيرة في اللغة والأدب،والنحو منها "المقتضب" وهو أشهرها وهو مطبوع ؛  توفي سنة 285 ه . (طبقات النحويين البصريين:الزُّبيدي الأندلسي، و إنباه الرواة على أنباه النحاة : القفطي3/352  )
  •     الزجاّج :أبو إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل ،أحد أبرز نوابغ النحو من تلاميذ المبرّد (توفي سنة 310ه)،له مؤلفات عدة :"الاشتقاق"،"كتاب فعلت وأفعلت "،"ومعاني القرآن"،وغيرها .
  •     السراج :هو أبو بكر محمد بن السري ،(توفي سنة 316 ه)،كان من أحدث تلاميذ المبرّد سنا ،،مع ذكاء وحدة ذهن،وكان يعنى عناي بالغة بعلل النحو ومقاييسه،وفيهما صنّف كتابه :" الأصول الكبير "،قال له أحد التلاميذ وهو يلقي بعض فصول هذا الكتاب إنه أحسن من كتاب القتضب للمبرّد أستاذه،وأنشد :

ولكن بكت قبلي فهاج ليَ البكا .... بكاها فقلت الفضل للمتقدّم

  •     السِّيرافي:أبو سعيد الحسن بن عبد الله بن المرزبان ،(ولد سنة 280 ه) بسيراف، درس اللغة على ابن دُريد و النّحو على ابن السِّراج ،والقراءات على أبي بكر بن مجاهد ،وتعمّق في الفقه الحنفي ،وكان معتزليا ،وكانت له عناية بكتاب سيبويه،وله كتاب في شرح شواهده ،ومصنف سمّاه "المدخل إلى الكتاب"،و" أخبار النحاة البصريين"،وغيرها من الكتب في شتى الفنون .

 

 

2. الكوفيون 

   لم يبرز من نحاة الكوفة من يقف إلى جانب البصريين إلا أبو زكرياء الفراء ، وهو عالم أفاد من علم البصريين وشيوخهم أكثر ممّا أفاد من نحاة الكوفة ( المحقق:أخبار النحويين والبصريين)، لم تشكل المدرسة الكوفية إلا بفضل آراء الفراء ومقاييسه ،وما اعتمده من تفسير لبعض الظواهر اللغوية،وما وضعه من مصطلحات نحوية خالف بها مصطلحات البصريين ،ممّا يجعله الإمام الحقيقي لهذه المدرسة،وإن سبقه إليها أستاذه الكسائي ولكن لم يكن بمثل دقة عقله وغور ذهنه .( المدارس النحوية ص 158 ).

 

  •    الكسائي :وهو علي بن حمزة، من أصل فارسي ،ولد بالكوفة في سنة 119 ه ،ونشأ فيها،وترعرع فيها على أيدي القراء،ثم أدرك أنه لن يحسن فهم تلك القراءات القرآنية إلا بحذق النحو ،فلجأ إلى نحويي أهل البصرة،كأبي عمرو بن العلاء،ويونس بن حبيب ،وعكف على حلقة خليل ،وهاله كثرة ما يروي من الأشعار،فسأله من أين أخذها،فإذا به يهرع إلى بوادي نجد وتهامة والحجاز ،وحينما امتلأ وفاضه ،رجع إلى بلده وقد ازدان بالفصاحة وحسن البيان ،ثم أخذ يفيد الناس بما عنده من علم.

   ولم يكتف بشعر الفصحاء ، بل تساهل في أخذ الشعر عن أهل الحضر ،وعن غير الفصحاء من أمثال أعراب الحطمة من بني عبد القيس الذين سكنوا ببغداد.

   ومناظرته مع سيبويه في المسألة الزنبوري مشهورة :قد كنت أحسب أن العقرب أشد لسعة من الزُّنبور فإذا هو هي "فخطأه الكسائي فيها بقوله :"فإذا هو إياها " .(8)

  •   الفراء : يحي بن زياد بن عبد الله ،من أصل فارسي من الديلم،ولد بالكوفة سنة 144 ه ،رحل إلى البصرة ليأخذ اللغة والنحو عن يونس بن حبيب ،كما أخذ مبادئ الاعتزال عن أصحابها ،وله تصانيف كثيرة،وهو واضع قواع النحو الكوفي .
  •  ثعلب وأصحابه : أبو العباس أحمد بن يحي،ولد ببغداد سنة 200 ه ،وكان شديد العناية بحلقات علماء اللغة العربية ،وكذلك حلقات النحو ،إذ لزم دروس تلامذة الفراء ،كما أخذ اللغة من تلاميذ الأصمعي ،إلى جانب ما أخذه من الفقه والحديث والقراءات ....وعقد مناظرات مع كبار النحويين كالرّياشي ،وظل طوال ستين سنة يدرّس ،ويملي على طلبته النحو ،والشعر ،وما إلى ذلك من العلوم التي كان يتقنها .(توفي سنة 291 ه ) ،صنف مصنفات كثيرة في النحو واللغة، والأمثال ......كالفصيح ،واختلاف النحويين،وما ينصرف وما لاينصرف ..
  • الأنباري :أبو بكر بن القاسم بن محمد بن بشار الأنباري ،من أجب تلاميذ ثعلب ،(ولد سنة 271ه)،وصنف كثيرا في علوم القرآن والنحو ،وغريب الحديث ،(توفي سنة 328 ه )  ،وله آراء كثيرة تصب في مدرس الكوفة .
  •   ابن فارس : من متأخري المدرسة الكوفية (ت 395 ه) ،كان أغلب اهتمامه باللّغة ،وله مؤلفات مهمّة،منها " الصاحبي "،و "معجم مقاييس اللغة " ،في اللغة،وله في النحو "غريب إعراب القرآن "،و "اختلاف النحويين" .(إنباه الرواة ،ج 1)

فروق ما بين المدرستين

     كانت مدرسة الكوفة تتساهل في الأخذ بالأشعار وما روي عن العرب ،أما البصريون فلا يعتمدون إلا على ما تأخذ عن البدو الفصحاء ،ولا يأخذون بالشاذ ولا يقيسون عليه ،وإن كان ولابدّ فإنهم يؤولون،فأما الكوفيون فيتساهلون .

      فالبصريون يتشددون في فصاحة العربي، والكوفيون يتساهلون، وعند القياس يستكثرون من الشواهد حتى تكون القاعدة مطّردة، أما الكوفيون فلا،لأنهم قد يعتمدون  على البيت الواحد فيجعلونه أصلا ....

     يقول السيوطي عن البصريين:" أما من حيث الاطراد في القواعد فقد تشددوا تشددا جعلهم يطرحون الشاذ ولا يعولون عليه في قليل أو كثير ،وكلما اصطدموا به خطّأوه أو أوّلوه .وأمّا من حيث الاستقراء فقد اشترطوا صحة المادة التي يشتقون منها قواعدهم ،ومن أجل ذلك رحلوا إلى أعماق نجد وبوادي الحجاز وتهامة يجمعون تلك المادة من ينابيعها الصافية التي لم تفسدها الحضارة،وبعبارة أخرى رحلوا إلى القبائل المتبدية المحتفظة بملكة اللغة وسليقتها الصحيحة ،وهي قبائل تميم وقيس وطيء وهذيل وبعض عشائر كنانة.(9)

     الاختلاف في المصطلحات النحوية وما يتصل بها من العوامل .

3. المدرسة البغدادية

منذ أبي علي الفارسي أخذت تمزج بين النّحوَين البصري والكوفي مُؤْثرة في الجملة آراء البصريين.

  • ابن كيسان:أبو الحسن محمد بن كيسان ،يعدّ من أوائل أئمة المدرسة البغدادية ،( توفي سنة 299 ه)،أخذ عن المبرّد وثعلب ،وكان ابن مجاهد يقول عنه :"هو أنحى من ثعلب والمبرّد "،صنف كتبا منه "اختلاف البصريين والكوفيين "،و " الكافي " في النحو  ....
  •  الزجاجي :أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق ،من خوزستان ،نشأ في نهاوند ،وانتقل إلى بغداد ينهل من حلقات العلماء،ولزم الزجاج البصري وأخذ عليه النحو ،له مؤلفات مفيدة نشر له كتاب " الإيضاح في علل النحو "،وكتاب "الجمل" وهو مختصر في قواعد النحو ،(توفي سنة 337ه )

  • أبو علي الفارسي:الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفرسي أبا ،ولد ببلاد فارس سنة 288 ه،كان ذكيا فطنا ،أكب على التعلم منذ نعومة أظافره ،ولازم خلقات العلماء البصريين من أمثال ابن السراج والأخفش الصغير والزجاج وابن دريد ونفطويه وومبرمان ،كما عكف على حلقات البغداديين الأولين حاصة حلقة ابن الخياط ،وأكب على حلقة ابن جاهد تلميذ ثعلب .....له مؤلفات جليلة منها "الحجة في القراءات السبع "،وله شرح على كتاب سيبويه  .
  • ابن جني :أحد تلاميذ أبي علي الفارسي وقد شغف به حبا ،هو أبو الفتح بن جني الموصلي،أبوه رومي،(ولد سنة 320ه)،وهو من كبا علماء اللغة والنحو وله في ذلك مؤلفات جليلة ،ما تزال سائرة بين الناس ،ك "المُحتسَب في تبين وجوه شواذّ القراءات "،"الخصائص"،و"سر صناعة الإعراب"،"التّصريف الملوكي ".

المتأخرون من البغداديين

ـــ ابن الشجري : (ولد سنة 542 ه) ،أحد أئمة النحاة ،درس النحو لأكثر من سبعين سنة ،من مصنفاته "شرح كتابي ابن جني :اللمع والتصريف ".

ـــ أبو البركات :بن الأنباري البغدادي ،(513 ه ــ 577 ه)،وهو تلميذ ابن الشجري ،صنف في اختلاف البصريين والكوفيين ،كتابين هما : "الإنصاف في مسائل الخلاف "،و"أسرار العربية"،وله في أصول النحو " لمع الأدلة " ،و" نزهة الألباء في تراجم النحاة ".

ـــ أبو البقاء العكبري : النحوي الضرير ،بغدادي (538ه ـــــ616 ه) .

      ـــ  الزمخشري :محمود بن عمرولد بزمخشر بخوارزم ،سنة 467 ه ،له مصنفات كثيرة في التفسير واللغة والأدب ،وفي النحو له "المفصَّل " و من أحسن شروحه"شرح ابن يعيش" وهو مطبوع .

4. المدرسة الأندلسية 

  •  ابن مضاء :أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن محمد،اللخمي القرطبي( المتوفى سنة 592ه)،كان ظاهريا ،له " المشرق في النحو " ،و "تنزيه القرآن عما لا يليق بالبيان "،و "الرد على النحاة "،وفيه يهاجم نظرية العامل ...
  • ابن عصفور: أبو الحسن علي بن مؤمن بن محمد بن علي بن عصفور الحضرمي الإشبيلي ،(توفي سنة 663 ه )،حامل لواء العربية في زمانه بالأندلس ،وهو تلميذ الشلوبين ،وله في النحو والتصريف مصنفات مختلفة ،منها :" المقرّب "،" الممتع "في التصريف ،و"مختصر المحتسب" لابن جني ،وله آراء تدور في الكتب النحوية.
  •   ابن مالك :جمال الدين محمد بن عبد الله الطائي ،الجياّني (توفي سنة 672 ه) بدمشق ،إمام النحاة في عصره ،استمع إلى الشلوبين ،ورحل إلى المشرق سنة 630 ه،ولقي ابن الحاجب وأخذ عنه واستقر بحلب ،وفيها تلمذ لابن يعيش ،وله مِلات في النحو أشهرها " الألفية "،و" الكافية الشافية " في ثلاثة آلاف بيت ،" التسهيل وشرحه " ،و "وشرح الجزولية "، "......
  •     أبو حيان ( من المتأخرين )

 

5. المدرسة المصرية 

  •  ابن الحاجب:جمال الدين عثمان  بن عمر بن أبي بكر(  570 ه ــــ 646 ه)،له "الكافية " في النحو ،و"الشافية " في الصرف .
  •    ابن هشام:جمال الدين عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصاري ،ولد بالقاهرة سنة 708 ه،وبها توفي سنة 761 ه ، ،قد برع في العربية ،وكتب فيها كتبا قيمة ،منها "المغني اللبيب عن كتب الأعاريب "،و"قطر الندى وبل الصدى"،و " الإعراب عن قواعد الإعراب".........
  •    السيوطي ( من المتأخرين ):جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد المتوفى سنة 911 ه، له في النحو مصنفات جليلة منها :" الأشباه والنظائر "،و" همع الهوامع شرح جمع الجوامع "،و شرح لألفية ابن مالك " .

الكتب النحوية الأكثر استعمالا

ـ الكتاب : لسيبويه

ـ الكافية ،والشافية :  لابن الحاجب، عليهما شروح،منها "شرح الرضى على الكافية "،وللرضى شرح على الشافية، و"شرح كافية ابن الحاجب " لبدر الدين بن جَماعة ،فالكافية في النحو ،أمّا الشافية ففي الصرف.

ـ الألفية ( الخلاصة الكافية) : لابن مالك

     شروح الألفية :

  •                 شرح ابن الناظم
  •                  تحرير الخصاصة في تيسير الخلاصة، ابن الوردي
  •                  شرح الألفية لابن مالك ،المرادي
  •                  شرح ابن عقيل
  •                  شرح ابن هشام ( أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك)
  •                  شرح السيوطي
  •                  شرح المكودي

 

ـ التسهيل : لابن ملك وشروحه هي:

     شروح التسهيل   :

  •                  شرح ابن مالك، مطبوع.
  •                  شرح ابن عقيل :( المساعد على تسهيل الفوائد)،مطبوع .
  •      شرحا أبي حيان :(التذييل والتكميل في شرح التسهيل )،مطبوع .
  •     شرح ناظر الجيش ،محب الدين محمّد بن يوسف الحلبي (ت 778 ه) :(تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد )

ـ الأجرومية : لابن أجروم محمد بن محمد بن داود الصنهاجي  (672 ه ـــ 732 ه ) بفاس ،يقول شوقي ضيف :" ولعلنا لا نبعد إذا قلنا إن آخر النحاة الذين استظهروا آراء المدرسة الكوفية في مصنفاتهم ابن آجروم  الصنهاجي المغربي صاحب المتن المشهور باسم الأجرومية ،وفيه نراه يذهب إلى أن السكون في فعل الأمر سكون جزم لا سكون بناء ،بالضبط كما كان يذهب الكوفيون وذهب مذاهبهم في عدِّه " كيفما " بين أدوات الشرط الجازمة ،وجعل ــ مثلهم ــ حتى وأو والفاء والواو تنصب المضارع مباشرة دون تقدير أن المصدرية كما ذهب إلى ذلك الخليل والبصريون ،وتابع الكوفيين أيضا في بعض المصطلحات مثل النعت وعطف النسق ".( المدارس النحوية ،ص 241 )

 ـ قطر الندى وبل الصدى :ابن هشام الأنصاري

  ـ شذور الذهب في معرفة كلام العرب : ابن هشام الأنصاري

   ـ المفصل : للزمخشري ،وشرحه لابن يعيش

 

كتب التراجم والطبقات

بعض المؤلفات التي تعينكم على معرفة النحويين ومذاهبهم النحوية:

·     الفهرست لابن النديم

·     أخبار النحويين البصريين:السّيرافي

·     طبقات النحويين واللغويين: الزُّبيدي

·     نزهة الألِّباء في طبقات الأدباء : أبو البركات ابن الأنباري

·     تاريخ دمشق :ابن عساكر

·     بغية الوعاة في طبقة اللغويين والنحاة:السيوطي

·     إنباه الرواة على أنباه النّحاة :القِفطي

·     معجم الأدباء :ياقوت الحموي

 

 

 

 

 

 



(1)  يقصد زياد بن أبيه والي البصرة( 45 ـ 53 ).راجع المدارس النحوية، شوقي ضيف ،ص 15 .

(2)  ينظر المدارس النحوية،ص 11 .

(3)  المرجع نفسه ،ص 12.

(4) يقول أعربي متهكما بالنحويين :

ولست بنحوي يلوك لسانه ... ولكن سليقي أقول فأعرب

السليقة على النسبة إلى السليقة ،والسليقي من الكلام ما لا يتعاهد المرء إعرابه ،وهو فصيح بليغ في السمع ،عثور في النحو ،وذلك حين

 يسترسل المتكلم على سليقته ،أي سجيته وطبيعته ،من غير تعمّد إعراب ،ولا تجنب لحن ،وهذه الجمله منقولة من لسان العرب (سلق).

(5)  كما في قوله :                                 فبتّث كأني ساورتني ضئيلة ... من الرّثقش في أنيابها السمُّ ناقعُ  

والقافية عنه حقها أن تنصب على الحال .

(6) )  المدارس النحوية ،ص 28 ،ينظر الخصائص

(7) )  المدارس النحوية ،ص 34 .

وماذهب إليه سيبويه من الرفع أسدّ،لأنه القاعدة المطردة في العربية ،وبذلك جاء القرآن من مثل قوله تعالى :" ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين"،وقوله :" فإنما  هي جرة واحدة فإذا هم خامدون " ...

 

(8)  المدارس النحوية،ص 18 ـ 19 ،ينظر المزهر 1/ 211 ـ 212 ،وانظر نشأة النحو،محمد طنطاوي ،ص141 ،والمزهر للسيوطي .