القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر المواضيع

الكلام وما يتألف منه عند ابن عقيل في شرح ألفية ابن مالك وابن يعيش في شرحه لكتاب المفصل للزمخشري



الكلام وما يتألف منه عند ابن عقيل في شرح ألفية ابن مالك وابن يعيش في شرحه لكتاب المفصل للزمخشري



 الكلام وما يتألف منه

عند ابن عقيل في شرح ألفية ابن مالك

و ابن يعيش في شرحه لكتاب المفصل للزمخشري

مقدمة

تحتل اللغة العربية مكانة هامة في حياة الإنسان، فهي اللغة الوطنية كما أنها هي الأداة المثلى للتعبير عن الحاجيات والرغبات فهي السبيل للتواصل بين البشرية، إذ أنها تسجل للإنسانية عبر العصور تراثها العقلي في كل مناحي العلم والمعرفة والجدير بالذكر أن اللغة العربية تحتل مكانة مرموقة كما أن أهميتها تتبع من كونها ذات قدرة كبيرة في تذليل الصعاب، ولمَّا كانت اللغة العربية هي الأساس فإن مضمونها متعدد يحمل العديد من الخصائص ونجد من أهمها دراسة الكلام وما يتألف منه ، حيث تنوع هذا الأخير من حيث طبيعته ودلالته، وقد اختلف النحاة في تقسيمه. و في بحثنا هذا سنتطرق لدراسة ابن عقيل للكلام وتكوينه ، وشرح ابن يعيش التفصيلي للكلام. و سنجيب عن بعض الأسئلة التي صغناها كإشكاليات و هي كالآتي:

-       من هو ابن عقيل وما هي أهم أعماله؟

-      من هو ابن يعيش وما هي أهم أعماله؟

-      من ماذا يتألف الكلام عند ابن عقيل و شرح المفصل لابن يعيش مقارنة مع باب الكلام عند سيبويه؟

 

الفصل الأول : ابن يعيش -  نبذة عن حياته و أعماله

1-   نبذة تاريخية عن حياة ابن يعيش

 اسمه الكامل يعيش بن علي بن يعيش بن أبي السرايا بن محمد بن علي بن المضل بن عبد الكريم بن حيان الأسدي ، والمكنى بأبي البقاء ، عالم نحوي من كبار علماء النحو في عصر العباسي ، وقدم إسهامات كبيرة للنحو العربي .

ولد في العام 553 للهجرة الموافق 1159 ميلادي في مدينة حلب. كان محبا للعلم والنحو العربي ، وتتلمذ على يد أمهر أساتذة النحو في حلب في عصره ، اطلع على كتب أبي السخاء فتيان الحلبي ، وبعد ذلك رحل نحو بغداد لينهل العلم من ابن الأنباري، لكن عندما وصل إلى الموصل بلغه نبأ وفاة ابن الأنباري، فلم يكمل المسير نحو بغداد بل استقر في الموصل ، وبدأ بنهل العلم من أبي الفضل الطوسي .

بعد أن قضى في الموصل عدد من السنوات عاد ابن يعيش نحو مدينة حلب ، وبدأ بتدريس الطالب العلم والأدب ، فأصبح شيخ المدينة ، وعالمها الفاضل ، ومنارة علمها ، وحصل على مجلس في المقصورة الشمالية في جامع حلب ، لكن شغف ابن يعيش بالعلم جعله يقوم نحو مدينة دمشق ليقابل علمائها ، وينهل منهم ، وفي دمشق التقى ابن يعيش بأبي اليمن الكندي تاج الدين زيد الحسين ، وتعلم منه الكثير من موضوعات العربية ، وبعد ذلك قرر العودة نحو مدينة حلب ليتفرغ للتدريس والتأليف .

وبعد أن استقر بحلب قام بتأليف كتاب شرح المفصل وشرح فيه كتاب المفصل في صنعة الإعراب للزمخشري، وكان هذا الشرح موسوعة علمية بحد ذاتها ، واتبع ابن يعيش فيه أسلوب التقسيم ، حيث قسم الكتاب إلى أربعة أقسام :

1. قسم الأسماء .

2. قسم الأفعال .

3. قسم الحروف .

4. قسم المشترك بينهم .

 

ولقد قام بدعم هذا الكتاب بعدد كبير من الشواهد الشعرية والآيات القرآنية ، ويعد كتاب شرح المفصل من أهم المراجع الموجودة في اللغة العربية .

تميز بخفه ظله ، وقدرته على إيضاح المعاني والمعلومات بكل يسر وسهولة ، كما كان لطيف الشمائل ، وقورا وله هيبة .

وفي عام 643 للهجرة الموافق 1246 ميالدي في مدينة حلب ، عن عمر يناهز التسعين عاما ودفن في المقام المنسوب لإبراهيم الخليل ، لتنتهي بذلك حياة عالم نحوي عظيم فنى عمره في خدمة اللغة العربية .

2-   أعمال ابن يعيش

لم يقم ابن يعيش بتأليف عدد من الكتب لأنه كان مولعا بشرح الكتب ، ولقد ضاعت مؤلفاته ، ولم يبق منها سوى :

·         شرح كتاب المفصل للزمخشري .

·         شرح كتاب التصريف الملوكي لابن جني.

 

الفصل الثاني : ابن عقيل - نبذة عن حياته و أعماله

1-   نبذة تاريخية عن حياة ابن عقيل

هو نحوي، وفقيه، وعالم باللغة العربية، وأحد أعلام القرن الثامن الهجري. اسمه الكامل عبد الله بهاء الدين بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عقيل القرشي الهاشمي، المشهور بابن عقيل، ويعود نسبه إلى علي بن أبي طالب، كما عُرف عنه الذكاء الشديد، وسعة العلم، والقدرة على الاستنباط، إلى جانب الورع، والغيرة على الدين، والوقار، والكرم، مما أهله ليتبوأ مكانة عالية بين علماء عصره.

 

و قد اختلفت كتب التاريخ والتراجم حول التاريخ الدقيق لولادة ابن عقيل، فقد ذكر الزركشي أنه وُلد في عام 694 هجري، وذكر ابن الجزري أنه وُلد عام 698 هجري، بينما ورد في كتاب "الدرر الكامنة" أن تاريخ ولادته كان في عام 700 هجري، أما في كتاب "الأعلام" فقد ذُكر أنه كان عام 696 هجري، كما لا يوجد دليل قاطع على مكان ولادته، فقد ذكرت بعض المصادر أنه ولد في مصر، وأنكرت مصادر أخرى ذلك، إلا أنّ الثابت أن أصوله تعود إلى منطقة "همذان"، وقد انتقل أسلافه إلى بلدة "بالس" الواقعة بين الرقة وحلب، ومن ثم انتقلوا إلى القاهرة.

تلقى ابن عقيل تعليمه على يد كبار علماء وشيوخ القاهرة، فدرس الفقه عن زين الدين عمر (ابن الكتاني)، والنحو عن أبي حيان الأندلسي، والذي لازمه لمدة تقارب اثنتي عشرة سنة، وأخذ الأصول عن العلاء القونوي، والقراءات عن تقي الدين الصائغ، كما لازم جلال الدين القزويني، والذي أخذ عنه الفقه، وعلوم العربية، وقد ساعده إلمامه الكبير بالعديد من العلوم في توليه لمنصب مدرس في العديد من مدارس القاهرة وزواياها، مثل المدرسة القطبية، وجامع القلعة، والزاوية الخشابية، كما درّس التفسير في الجامع الطولوني لمدة تقارب الثلاث وعشرين سنة.

2-   أعمال ابن عقيل

ومن أبرز مؤلفات ابن عقيل نجد  ما يأتي:

·         مختصر الشرح الكبير.

·         الجامع النفيس في الفقه، جامع للخلاف والأوهام للنووي وابن الرفعة وغيرهما.

 

3-   شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك

يُعد هذا الكتاب من أهم ما ألف ابن عقيل في مجال علم النحو وقواعد اللغة، حيث احتل مكانة عالية عند العلماء والطلاب، الذين دأبوا على دراسته، وشرحه، وتمحيصه، ويتناول هذا الكتاب شرحًا مبسطًا وسهل الفهم لألفية ابن مالك، مع مراعاة المؤلف للدقة والإتقان، وتجنبه اللجوء إلى الإطناب الممل، وقد حرص ابن عقيل في هذا الكتاب على إيراد الكثير من الشواهد النحوية، مثل الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والأبيات الشعرية، وذلك لإثبات صحة الآراء النحوية، إلى جانب ذكره لجميع القراءات سواء الموافقة منها أو الشاذة، مع تبيان مدى صحتها.

توفي ابن عقيل في الثالث عشر من شهر ربيع الأول عام 769 هجري في القاهرة، وقد دُفن بالقرب من الإمام الشافعي.

 

الفصل الثالث : الكلام وما يتألف منه

1-   الكلام وما يتألف منه : شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك

الكلام وما يتألف منه (1)

كلامنا لفظ مفيد كاستقم ... واسم وفعل ثم حرف الكلم (2)

واحده كلمة والقول عم ... وكلمة بها كلام قد يؤم (3)

 

 (1) " الكلام " خبر لمبتدأ محذوف على تقدير مضافين، وأصل نظم الكلام " هذا باب شرح الكلام وشرح ما يتألف الكلام منه " فحذف المبتدأ - وهو اسم الاشارة - ثم حذف الخبر وهو الباب، فأقيم " شرح " مقامه، فارتفع ارتفاعه، ثم حذف " شرح " أيضا وأقيم " الكلام " مقامه، فارتفع كما كان الذي قبله " وما " الواو عاطفة و" ما " اسم موصول معطوف على الكلام بتقدير مضاف: أي شرح ما يتألف، و" يتألف " فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الكلام، و" منه " جار ومجرور متعلق بيتألف، والجملة من الفعل الذي هو يتألف والفاعل لا محل لها من الاعراب صلة الموصول.

(2) " كلامنا " كلام: مبتدأ، وهو مضاف ونا مضاف إليه، مبني على السكون في محل جر " لفظ " خبر المبتدأ " مفيد " نعت للفظ، وليس خبرا ثانيا " كاستقم " إن كان مثالا فهو جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: وذلك كاستقم وإن كان من تمام تعريف الكلام فهو جار ومجرور أيضا متعلق بمحذوف نعت لمفيد " واسم " خبر مقدم " وفعل، ثم حرف " معطوفان عليه الاول بالواو والثاني بثم " الكلم " مبتدأ مؤخر، وكأنه قال: كلام النحاة هو اللفظ الموصوف بوصفين أحدهما الافادة والثاني التركيب المماثل لتركيب استقم، والكلم ثلاثة أنواع أحدها الاسم وثانيها الفعل وثالثها الحرف، وإنما عطف الفعل على الاسم بالواو لقرب منزلته منه حيث يدل كل منهما على معنى في نفسه، وعطف الحرف بثم لبعد رتبته.

(3) " واحده كلمة " مبتدأ وخبر، والجملة مستأنفة لا محل لها من الاعراب " والقول " مبتدأ " عم " يجوز أن يكون فعلا ماضيا، وعلى هذا يكون فاعله ضميرا مستترا فيه جوازا تقديره هو يعود إلى القول، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ، ويجوز أن يكون " عم " اسم تفضيل - وأصله أعم - حذفت همزته كما حذفت من خير وشر لكثرة استعمالهما وأصلهما أخير وأشر، بدليل مجيئهما على الاصل أحيانا، كما في قول الراجز:

بلال خير الناس وابن الاخير وقد قرئ (سيعلمون غدا من الكذاب الاشر) بفتح الشين وتشديد الراء، وعلى هذا يكون أصل " عم " أعم كما قلنا، وهو على هذا الوجه خبر للمبتدأ " وكلمة " مبتدأ أول " بها " جار ومجرور متعلق بيؤم الآتي " كلام " مبتدأ ثان " قد " حرف تقليل " يؤم " فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على كلام، والجملة من الفعل ونائب الفاعل في محل رفع خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الاول، ومعنى " يؤم " يقصد، وتقدير البيت: ولفظ كلمة معنى الكلام قد يقصد بها، يعني أن لفظ الكلمة قد يطلق ويقصد بها المعنى الذي يدل عليه لفظ الكلام، ومثال ذلك ما ذكر الشارح من أنهم قالوا " كلمة الاخلاص " وقالوا " كلمة التوحيد " وأرادوا بذينك قولنا: " لا إله إلا الله " وكذلك قال عليه الصلاة والسلام: " أفضل كلمة قالها شاعر كلمة لبيد " وهو يريد قصيدة لبيد بن ربيعة العامري التي أولها: ألا كل شئ ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل.

-----» إذن،

  الكلام المصطلح عليه عند النحاة: عبارة عن اللفظ المفيد فائدة يحسن السكوت عليها فاللفظ جنس يشمل الكلام والكلمة والكلم ويشمل المهمل ك ديز والمستعمل ك عمرو ومفيد أخرج المهمل وفائدة يحسن السكوت عليها أخرج الكلمة وبعض الكلم وهو ما تركب من ثلاث كلمات فأكثر ولم يحسن السكوت عليه نحو إن قام زيد ولا يتركب الكلام إلا من اسمين نحو زيد قائم أو من فعل واسم كـ" قام زيد" وكقول المصنف "استقم" فإنه كلام مركب من فعل أمر وفاعل مستتر والتقدير استقم أنت فاستغنى بالمثال عن أن يقول: "فائدة يحسن السكوت عليها فكأنه قال :

·         الكلام : هو اللفظ المفيد فائدة كفائدة استقم". وإنما قال المصنف كلامنا ليعلم أن التعريف إنما هو للكلام في اصطلاح النحويين لا في اصطلاح اللغويين وهو في اللغة اسم لكل ما يتكلم به مفيدا كان أو غير مفيد.

·         والكلم: اسم جنس واحده كلمة وهي إما اسم وإما فعل وإما حرف لأنها إن دلت على معنى في نفسها غير مقترنة بزمان فهي الاسم وإن اقترنت بزمان فهي الفعل وإن لم تدل على معنى في نفسها بل في غيرها فهي الحرف.

·         والكلم: ما تركب من ثلاث كلمات فأكثر كقولك إن قام زيد.

·         والكلمة: هي اللفظ الموضوع لمعنى مفرد فقولنا الموضوع لمعنى أخرج المهمل كديز وقولنا مفرد أخرج الكلام فإنه موضوع لمعنى غير مفرد.

 

2-   الكلام وما يتألف منه : شرح ابن يعيش لكتاب المفصل للزمخشري

يقول ابن يعيش نقلا عن الزمخشري:- " الكلام هو المركب من كلمتين اسندت احداهما الى الاخرى ".

عرف سيبويه الكلمة فقال: "هذا باب علم ما الكلم من العربية فالكلم اسم وفعل وحرف ". وفي شرح كتاب المفصل يقول ابن يعيش:  حد الزمخشري الكلمة بكونها اللفظة الدالة على معنى مفرد بالوضع وهو جنس تحته ثلاثة أنواع: الاسم والفعل والحرف، فاللفظة جنس للكلمة وذلك انها تشتمل المهمل والمستعمل فالمهمل ما يمكن ائتلافه من الحروف ولم يضعه الواضع بازاء معنى نحو صص وكق ونحوهما، فكل كلمة لفظة وليس كل لفظة كلمة. أما الكلمة المهملة فتقسم بدورها الى كلمة غير مؤتلفة الحروف وذلك مثل الجيم يجتمع مع الكاف تقديما واتاخيرا اوالعين تجتمع مع الغين او الخاء تجتمع مع الهاء، والى كلمة مؤتلفة الحروف وذلك كأن يقول القائل "عضخ " فهذا مما يجوز تألفه وليس بالنافر إلا أن العرب لم تقله.

 

خاتمة

لم يكن حديث النحاة عن مفهوم الجملة واحداً ولا مُوحَّدا، بل تعددت تعريفاتُهم واختلفت من نحويٍّ لآخر. وذلك راجع إلى المعايير التي اعتمدها كل فريق في تحديد مفهوم الجملة. وكان التوجُّه الأعم؛ هو معياريْ حُسن السكوت وتمام الفائدة في تحديدهم لمفهوم الجملة. لقد ربط النحاة تعريف الجملة بالكلام.

-          فمنهم من ساوى بين الجملة والكلام : كسيبويه مثلا ،

-          ومنهم من ميّز بينهما : كالزمخشري

انت الان في اول مقال