القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر المواضيع

نشأة السرد العربي القديم



 نشأة السرد العربي القديم   


تهدف دراسة السرد العربي القديم الى ابراز النصوص التراثية الى واجهة الاهتمام ،وتصفح الاثار النثرية التي تأسس عليها الفكر العربي ،ووجهت مسار الكتابة عموما. كما أثرت في مسار النقد العربي ،كونها اتخذت مرجعا للأحكام النقدية التي كانت تصدر في مسائل مرتبطة باللغة العربية ،مثلما كان الشعر الجاهلي مصدرا للأحكام النقدية ،في العصر الأموي والعصر العباسي. وما بعدهما.


لقد برع العرب قديما في ميدان الشعر ،الذي نال جانبا كبيرا من الاهتمام ، وكانت للشاعر مكانة في قومه تماثل مكانة المحارب ،وذلك لأهمية الكلمة ودورها في  التأثير على الخصم. وكانت الأشعار تحفظ ويتناقلها الناس بينهم ،ويذكرونها في مجالسهم ومنتدياتهم .وأسواقهم وبذلك تراكم كم هائل من تلك الأشعار برزت فيها مقدرة العرب على نظم الشعر في أغراض متعددة ،وصلنا كم هائل من الأشعار وضاع كثير بسبب عدم انتشار الكتابة في ذلك العصر ،ويمكن القول إن مبدأ المشافهة كان السائد في تلك المرحلة .


إذا كان هذا حال الشعر فما هي وضعية السرد؟

تناقل العرب في مجالسهم أخبار الأسبقين ونوادرهم وحكاياتهم ،وحروبهم وفكاهاتهم على شكل قصص تروى أثرت في الذاكرة العربية إلى زمن متقدم.

في المرحلة التي انتشرت فيها فكرة التدوين ظهرت مؤلفات تندرج ضمن الاهتمام بالسرد العربي .فألف كثيرون في هذا المجال .إن هذه المؤلفات هي التي نتناولها بالدراسة والتلخيص .ومحاولة الوقوف على الجوانب الجمالية المؤسسة لها.


 يقوم الحكي على دعامتين هما : 

1-أن يحتوي على قصة تضم أحداثا معينة .

2-أن يعين الطريقة التي تحكى بها تلك القصة وتسمى هذه الطريقة سردا.


بما أن الحكي هو بالضرورة قصة محكية يفترض وجود شخص يحكي وشخص يحكى له.أي وجود تواصل بين طرف أول يدعى الراوي أو السارد وطرف ثان مروى له أو القارئ. والرواية أو القصة بوصفها محكيا أو مرويا تمر عبر قناة.

إن السرد هو الكيفية التي تروى بها القصة عن طريق هذه القناة وما تخضع له من مؤثرات ،بعضها متعلق بالراوي والمروى له والبعض متعلق بالقصة ذاتها كما أن القصة لاتحدد فقط بالمضمون بل أيضا بالشكل أو الطريقة التي يقدم بها المضمون. أي لها  شكل :بداية /وسط/نهاية.

هناك نوعان من السرد: 

السرد الموضوعي : ويكون الكاتب فيه مطلعا على كل شيئ، حتى الأفكار السرية للأبطال ،ويكون الراوي محايدا لا يتدخل ليفسر الأحداث إنما يصفها وصفا محايدا مثل الروايات الواقعية.

السرد الذاتي :لا تقدم الأحداث فيه إلا من زاوية نظر الراوي فهو يخبر بها ويعطيها تأويلا معينا يفرضه على القارئ مثل الروايات الرومنسية.


إن نصوص السرد العربي القديم مندرجة ضمن أنواع وأجناس سردية مختلفة كالأخبار والنوادر والحكايات والأمثال والمسامرات وأنواع القصص كالمقامات ، وقصص الحيوان والقصص الشعبية والخيالية والمنامات والرحلات والسير